الْمُخْلَصِينَ (٤٠) قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (٤١) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (٤٢) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٣) لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (٤٤))
٣٢ ـ (قالَ يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) : أي قال الله تعالى ذلك القول لإبليس موبخا له غاضبا عليه لعصيانه. ولفظة : (ألّا) هي (أن) و (لا) و (لا) زائدة ولكنها مؤكّدة ، والمعنى : ما منعك أن تسجد؟
٣٣ ـ (قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ) ... أي : لا يصحّ مني وأنا مخلوق روحانيّ أن أسجد لبشر : جسم ماديّ كثيف خلقته وأوجدته من التراب الذي مرّت صفته وهو من العناصر المنتنة.
٣٤ ـ (قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) : أي : اخرج ممّا أنت عليه من المنزلة الرفيعة في السماء مع زمرة الملائكة لأنك رجيم : ملعون مطرود من الكرامة. أو مرجوم ، وقيل إن الضمير في (منها) راجع إلى السماء أو إلى الجنّة.
٣٥ ـ (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ) : أي مع طردك من منزلتك هذه فإنك ملعون قد لحق بك غضب الله عزوجل الى يوم القيامة. ويوم الدّين : هو يوم محاسبة العباد بحسب قوانين شرائعهم وأديانهم.
٣٦ ـ (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) : أي قال إبليس اللعين : ربّ أخّرني وأمهلني ولا تمتني إلى يوم البعث والنشور والقيامة.
٣٧ و ٣٨ ـ (قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) : أي إنّك من المؤخّرين الممهلين إلى ما قبل يوم القيامة. وعن الصادق عليهالسلام أنه سئل عنه فقال : يوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة ،