تزعمون من أنّا لن نجعل لكم موعدا : وقتا للبعث والنشور والحساب. وهذا توبيخ لهم واستهزاء بهم.
٤٩ ـ (وَوُضِعَ الْكِتابُ) ... أي جنسه من صحائف الأعمال لبني آدم في الأيمان والشمائل أو هو كناية عن الحساب فعبّر عن الحساب بالكتاب لأنهم يحاسبون على أعمالهم المكتوبة (فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ) أي خائفين مما فيه من الذّنوب (وَيَقُولُونَ : يا وَيْلَتَنا) هذه لفظة يقولها الإنسان إذا وقع في شدّة وهمّ فيدعو على نفسه بالويل والثبور (ما لِهذَا الْكِتابِ) ما : للاستفهام في مقام التعجّب من شأن كتابه الذي (لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً) أي لا يترك الصغيرة ولا الكبيرة من السيئات والذنوب وغيرها من الأعمال ، وهذا عبارة عن الإحاطة (إِلَّا أَحْصاها) ظبطها وعدّها. وتأنيث الضمير باعتبار الجمع المستفاد من المقام ولذا أنّث الصّغيرة والكبيرة اللّتين جعلتا وصفين للذنب وقيل لمعنى الفعلة (وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً) مكتوبا في صحيفة العمل (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) بأن يكتب عليه ما لم يفعل أو ينقص ثواب محسن أو يزيد في عقاب مسيء ، وهذا بيان كيفيّة الظلم المنفي.
* * *
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (٥٠) ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً (٥١) وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ