وما بينها من فروقات. وهي أكبر تفضيلا للمؤمنين الذين تتقارب درجاتهم من درجات الأنبياء والمرسلين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين. وقد قيل للإمام الصادق عليهالسلام : إن المؤمنين يدخلان الجنّة فيكون أحدهما أرفع مكانا من الآخر فيشتهي أن يلقى صاحبه. قال عليهالسلام : من كان فوقه فله أن يهبط ، ومن كان دونه لم يكن له أن يصعد ، لأنه لم يبلغ ذلك المكان. ولكنهم إذا أحبّوا ذلك واستهووه التقوا على الأسرّة. وعنه عليهالسلام أن الثواب على قدر العقل. وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزّلفى من ربّهم على قدر عقولهم.
٢٢ ـ (لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) ... أي لا تشرك بالله وتعبد معه غيره وتنسب إليه العطاء والرزق والخلق (فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً) أي فتكون حالك حال من يزري عليه العقلاء من الناس عقيدته وعمله ويصاب بالخذلان في الآخرة ولا ينصره من غضب الله وسخطه أحد بل يبوء بالفشل.
* * *
(وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (٢٤) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً (٢٥))
٢٣ ـ (وَقَضى رَبُّكَ) ... أي : أمر ربّك أمرا مقطوعا به جزما (أَلَّا