بفعلها (وَإِقامَ الصَّلاةِ) تأديتها والمحافظة عليها ، وقد حذفت التاء تخفيفا (وَإِيتاءَ الزَّكاةِ) إعطاءها وهذان من باب عطف الخاصّ على العام (وَكانُوا لَنا عابِدِينَ) يتعبّدون لنا دون غيرنا ولم يشركوا بنا طرفة عين.
وعن الصادق عليهالسلام أن الأئمة في كتاب الله عزوجل إمامان. قال الله تبارك وتعالى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) ، لا بأمر الناس ، مقدّمون ما أمر الله قبل أمرهم ، وحكم الله قبل حكمهم. وقال : وجعلناهم أئمة يدعون إلى النّار ، يقدّمون أمرهم على أمر الله ، وحكمهم قبل حكم الله ، ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله! .. نعوذ بالله من ذلك.
* * *
(وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ (٧٤) وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥))
٧٤ ـ (وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً) ... : ولوطا معطوف على ما قبله منصوب ، قال سبحانه : أعطيناه (حُكْماً) وظيفة العضل بين الناس ، أو نبوّة ، أو حكمة (وَعِلْماً) معرفة بما يحتاج إلى العلم به في موارد السؤال أو الحكم في الأمور العرفيّة والدينيّة (وَنَجَّيْناهُ) خلّصناه (مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ) أي بلدة سدوم والقرى التي كانت تجاورها فإن أهلها كانوا ينكحون الرجال وكانوا قطاع طرق. بخلا ، يفعلون جميع المنكرات ولا يسمعون وعظا ولا يرتدعون عن قبيح لأنهم كفرة معاندون (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ) فهم قوم كانوا يعملون السوء وكانوا أهل كفر وفجور يشهدون الزور ويتعاطون اللواط والسحاق والرّبا واللصوصيّة والكذب وغير ذلك من القبائح والفسق.
٧٥ ـ (وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) : فبعد أن نجّينا لوطا عليه