(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً (١٣) وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (١٤) هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً (١٥) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً (١٦))
١٣ ـ (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِ) ... أي بما هو الواقع في نفس الأمر (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ) شباب ، وفي الكافي عن الصّادق عليهالسلام أنه قال لرجل : ما الفتى عندكم؟ فقال له : الشباب فقال عليهالسلام : لا ، الفتى المؤمن. إنّ أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسمّاهم الله فتية بإيمانهم ، وعلى هذا الحديث قوله تعالى : (آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) بيان للفتية. وقيل إن الفتوّة هي اجتناب المحارم واستعمال المكارم (زِدْناهُمْ هُدىً) بالتوفيق والتثبيت.
١٤ ـ (وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ) ... أي قوّيناها بالألطاف فأظهروا الحق ردّا على دقيانوس ، وصبروا على المشاق ، فقوّيناها على تحمّل المكروه في نصرة الدّين (إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهزّوا عرش دقيانوس (لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً) قولا ذا شطط أي : ذا بعد عن الحق مفرطا في الظلم إن دعونا إلها غيره تعالى.
١٥ ـ (هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً) ... أي قالوا فيما بينهم : إن