لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (٤٤))
٤٢ ـ (قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ) ... أي لو كان معه سبحانه شريك والعياذ بالله (كَما يَقُولُونَ) افتراء وكذبا (إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) أي أن الشركاء كانوا حينئذ يطلبون طريقا إلى الصعود إلى صاحب الملك والكرسيّ لمنازعته ومغالبته على الملك ليصفو ذلك لهم وليكونوا ذوي السلطان والأمر والنهي كما هو فعل الملوك بعضهم مع بعض ، أو أنهم يسعون للتقرب إليه وللطاعة إذا عجزوا عن مغالبته ، أو أنهم يشاركون في الحكم والسلطان.
٤٣ ـ (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً) : أي تنزيها له تعالى وتقديسا لذاته وقد (تَعالى) سما وارتفع وجلّ وعزّ (عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً) بحيث لا ينال ولو بخطرات الظّنون ، لأنه فوق ما يقول القائلون ، ولأنه تبارك وتعالى.
٤٤ ـ (تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ) ... أي تقدّسه وتنزّهه هي ومن فيها بطرق التسبيح التي ألهمها سبحانه لكل كائن من الموجودات وإن كنّا لا نفقه تسبيح كل شيء ولا ندرك كيفية تنزيهه تقدّست أسماؤه عن سمات النقصان ، ولا نعرف كيفية حمده على الإنعام والإفضال ، فكل شيء يسبّحه سبحانه من الأجسام الفلكية العلوية والأجسام السّفلية وما فيهما وما بينهما من الملائكة والإنس والجن وغيرهم من أنواع الموجودات وأصناف المخلوقات بعضها بلسان القال وبعض بحسب الحال كما في الناميات والجمادات فإن تسبيحهم ربّما يكون من طريق الدلالة وهو أقوى التنزيهات لأنّه يؤدّي إلى العلم بوجود الصانع أوّلا وتنزيهه عن النقصان ثانيا ، لأنها بلوازم إمكانها وتوابع حدوثها تدلّ على وجود صانع قديم واجب بذاته