بالذكر وقيل معناه : أمرنا جبرائيل عليهالسلام فنفخ في جيب درعها كما سبق وذكرنا ، فخلقنا المسيح في رحمها بقدرتنا الكاملة (وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ) وهي وابنها عليهماالسلام آية معجزة خارقة للعادة والعرف ، لأن من تأمّل حالهما حيث ولدته من غير أب يتبيّن له كمال قدرة الله سبحانه وتعالى التي أوجدته هكذا وأوجدت آدم عليهالسلام من قبله من غير أب وغير أم ، وجعلت مريم تحمل بعيسى من دون أب ..
٩٢ ـ (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) ... الأمّة هنا : الملّة. أي إن ملّة الإسلام ملّتكم التي يجب ان تكونوا عليها. وأمة : حال ، أي حال كونها مجتمعة غير متفرقة ولذا وصفها ب : واحدة ... (وَأَنَا رَبُّكُمْ) خالقكم وإلهكم ، ولا ربّ لكم غيري (فَاعْبُدُونِ) اجعلوا عبادتكم وصلاتكم لي وحدي ولا تشركوا بي شيئا.
٩٣ ـ (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ :) أي تفرّقوا في الدّين ، وجعلوا أمر دينهم قطعا موزعة فأخذ كلّ واحد بما يعجبه ، ولكن (كُلٌ) من الفرق المتجزّئة المتفرّقة (إِلَيْنا راجِعُونَ) يوم القيامة والبعث للجزاء والعقاب عند الحساب.
٩٤ ـ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) ... أي فمن يفعل ما أمرناه به من الأعمال الصالحة المفيدة له في دنياه وأخراه (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) مصدق بنا وبرسلنا وبما جاء من عندنا (فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) فلا تضييع لسعيه ولا كتمان له ولا رفض لعمله وجهده (وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ) أي ونحن نسجّل له ذلك العمل الصالح ونحفظه ونضبطه في كتاب عمله لنوفّيه ثواب ما قام به فلا ننقصه شيئا من أعماله الحسنة.
* * *
(وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٩٥) حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ