وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً (٨٠) وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (٨١))
٧٨ ـ (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) ... أي عند زوالها أو وقت الزوال بناء على أن اللام بمعنى الوقت. وزوال الشمس هو ميلها إلى طرف الغرب وهو أول الظّهر. وأصل الدّلك هو الانتقال ومنه الدلّاك لأن يده لا تستقرّ في مكان واحد. فالإضافة بهذا الاعتبار لأنّ الشمس تنتقل وتميل عن الاستواء إلى ناحية المغرب ، أو لأن الناظر إليها لمعيّن انتصاف النهار دلك عينيه لدفع شعاع الشمس. (إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) أي ظلامه وهو وقت العشاءين. وعنهم عليهمالسلام دلوكها زوالها ففيما بينهما إلى غسق الليل وهو انتصافه أربع صلوات ، هذا بناء على أحد المعنيين للغسق ، أي اشتداد ظلمة اللّيل ، فينطبق على انتصافه فإنه غاية اشتدادها. وعلى معناه الآخر وهو أوّل بدء الظّلمة فالكريمة لا تشمل أزيد من ثلاث صلوات الظّهرين والمغرب ، فلا تكون في مقام بيان أوقات الصّلوات كلّها ، والحمل على الأول أقوى وأولى ، ويستفاد من قوله تعالى : أقم الصّلاة إلى قوله إلى غسق أن امتداد وقت الظّهرين من الزوال إلى الغسق ، وامتداد العشاءين إلى نصف الليل ، لأن (اللام) للتوقيت و (إِلى) لانتهاء الغاية. والغسق على الأصح هو شدة الظّلمة فوقت أربع صلوات تمتدّ من الزوال إلى انتصاف الليل. وبالإجماع ثبت أن غاية وقت الظّهرين هو الغروب الشرعي بحيث إن الغاية خارجة عن المغيّا وهو أول وقت العشاءين فثبت أن أوقات الصّلوات الأربع موسّعة بالكيفيّة المزبورة. (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) أي صلاة الصّبح ، وتسميتها قرآنا لتضمّنها له ، كتسمية الشيء باسم جزئه (كانَ مَشْهُوداً) يشهده ملائكة اللّيل والنهار ويكتبان في ديوانهما ثم إنّه بعد فرض الصلوات الخمس أمر ترغيبا بصلاة الليل التي هي أفضل النّوافل.
٧٩ ـ (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ) ... الخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوآله ،