هذا المعنى في قوله تعالى لرسوله صلىاللهعليهوآله في الآية ١٠٨ من سورة آل عمران : فبما رحمة من الله لنت لهم. وهذه الطريقة خير تأسيس لقواعد الجدل المثمر الهادف إلى الوصول إلى الحق حين محاورة المنكرين والجاحدين.
* * *
(وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦) وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (١٢٧) إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (١٢٨))
١٢٦ ـ (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ) ... أي إذا قاصصتم أحدا تعدّى عليكم ـ أيها المسلمون ـ فليكن قصاصكم له مثل تعدّيه عليكم دون أية زيادة ولا تجاوز لحدود ما رسم الله تعالى لكم في تشريع العقوبة على التعديات (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ) على التعدّي وتركتم الأمر لله عزوجل (لَهُوَ) صبركم ، خير وأبقى لكم لأن لكم ثواب الصبر.
١٢٧ ـ (وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ) ... الخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، أن اصبر على ما تلقاه من أذى أعدائك وعناد الكفار والمشركين ، وما صبرك إلّا بتوفيق الله تعالى وتثبيته لك (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) أي على أصحابك وما أصابهم من القتل والمثلة ، إشارة إلى شهداء أحد وفيهم حمزة عليهالسلام (وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ) انقباض صدر وحزن (مِمَّا يَمْكُرُونَ) من كيد الكفار ومناداتهم لك ولأصحابك ، ونقول لك مبشّرين :