وَبِئْسَ الْقَرارُ (٢٩) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (٣٠))
٢٨ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) ... أي : ألم تنظر أيها الرسول الكريم وأيها الإنسان المفكّر إلى الكافرين بنعمة الله عزوجل الذين قابلوا فضله بالكفر به وبنعمته ، ثم أطغوا الآخرين (وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) أي أنزلوهم دار الهلاك التي كانت فيها أعمالهم كرماد تذروه الرياح وضلّ فيها ما عملوه في الدنيا من الباطل. ودار البوار هذه هي :
٢٩ ـ (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) ... : هي النّار التي يذوقون صلاء حرّها ويحترقون بلهبها ، وهي المقرّ البئيس التعيس التي ينزل فيه الكفار. وقد نزلت في قريش الّذين كذّبوا نبيّهم ونصبوا له الحرب وجحدوا وصيّه وبدّلوا نعمة الله عليهم كفرا وأحلّوا جماعتهم دار البوار التي هي جهنم وساءت مصيرا.
٣٠ ـ (وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) ... أي جعلوا له سبحانه أمثالا وأشباها من أصنامهم ساووها به وأشركوها معه بالرّبوبيّة ابتغاء إضلال الناس عن سبيل الله والإيمان به ، ف (قُلْ) لهم يا محمد : (تَمَتَّعُوا) اقضوا حياتكم لاهين متمتّعين برغد العيش كما تتمتع الأنعام بمراعيها الخصبة (فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ) مرجعكم الّذين تصيرون إليه يوم القيامة (إِلَى النَّارِ) جزاء شرككم وإضلال الآخرين معكم.
* * *
(قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (٣١))