إشارة إلى خلق أمّنا حوّاء من آدم عليهماالسلام كما أشير إلى ذلك في بعض الأخبار (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) أي وهبكم أبناء وبنات ، وأبناء أبناء وأبناء بنات. وعن الصادق عليهالسلام في هذه الآية قال : الحفدة بنو البنت ، ونحن حفدة رسول الله صلىاللهعليهوآله. وقيل إن الحفدة أبناء الأبناء ، وفي الموضوع أقوال أخر (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) ممّا أنعم به عليكم (أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ ، وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) يعني أهم مع ذلك يؤمنون بما يعتقدونه من ربوبيّة الأصنام وشفاعتها ويكفرون بالمنعم الحقيقي الذي نعمه ظاهرة للعيان؟ وهو استفهام إنكاريّ يعني آمنوا بالله ولا تجعلوا له أشباها وشركاء في الألوهيّة.
وقد قال الطبيعيّون أن المنيّ إذا انصبّ إلى الخصبة اليمنى من الذكر وانصبّ منها إلى الجانب الأيمن من الرّحم كان النسل ذكرا تامّا في الذّكورة وإن انصبّ إلى الخصية اليسرى من الذكر وانصبّ منها إلى الجانب الأيسر من الرّحم كان النسل أنثى تامّة الأنوثة. أما إذا انصبّ إلى الخصية اليمنى من الذكر ثم انصبّ منه الى الجانب الأيسر من الرّحم كان الولد ذكرا في طبيعة الإناث ، وإن انصبّ إلى الخصية اليسرى من الذكر ثم انصبّ إلى الجانب الأيمن من الرّحم كان الولد أنثى في طبيعة الرجال ، والله أعلم بصحة ما قالوه وبفساده ، فإن كلّ ذلك يتمّ بتقدير العزيز العليم وما وراء ذلك كلّه أسباب ومسببات.
* * *
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ (٧٣) فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٧٤) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ