٨ ـ القلبية فى المنام ذات مفعولين كما تقول : رايت فلانا فى الجنة وفلانا فى النار ثم ان لهذه الافعال معانى اخرى مذكورة فى كتب اللغة ، وان للروية ابحاثا دقيقة جليلة يوجب ذكرها الخروج عن سنن الفن.
الامر الخامس
ان عمل هذه الافعال فى اللفظ اذا دخلت على الجملة الاسمية غير المصدرة بشىء ، واما اذا دخلت على الجملة الفعلية سواءا كانت مصدرة بشىء ام لا او الاسمية المصدرة بشىء بطل عملها لفظا وتعمل فى الجملة محلا ، ويسمى هذا البطلان بالتعليق لان الفعل علق عن عمل اللفظ بعمل المحل ، فالتعليق ابطال العمل لفظا لا محلا.
ثم ان كان الشى الذى دخل على الجملة عاملا فالعمل فى اللفظ له ، والفعل القلبى يعمل فى مجموع الجملة محلا ، والا فالجملة بحالها من جهة اللفظ ، وليس من ذلك دخول حروف الزيادة على الجملة ولا تقدم احد اجزاء الجملة على المبتدا ولا تقدم شىء مما تعلق بها عليها.
ثم انهم ذكروا فى كتبهم ان المعلقات ما ولا وان النافيات ولام الابتداء ولام القسم والاستفهام سواءا كان باحد جزئى الجملة ام باداة دخلت عليها ، ولكن لا يختص التعليق بها كما سترى فى الامثلة.
ثم ان هذه الافعال تدخل على الجملة المصدرة باحد الحروف المصدرية عاملا كان او غير عامل ، فالجملة فى تاويل المفرد ، ولكنها سادّة مسد الجزاين ، فلا حاجة الى تقدير جزء آخر.
الاول علم ، نحو قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) ـ ٣٧ / ١٥٨ ، (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ـ ٢ / ٢٥٩ ، (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) ـ ٧٣ / ٢٠ ، (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى) ـ ٢٠ / ٧١ ، (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا)