تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ) ـ ٦ / ١٥٧ ، والعطف هنا غير مناسب كالآية السابقة ، فالتقدير : ان كنتم صادقين فيما تقولون فقد جاءكم بينة الخ ، (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) ـ ٣٧ / ١٤٩ ، اى اذا تلوت عليهم الآيات النازلة فى قصص الانبياء فاستفتهم الخ ، اذ لا يلائم هنا العطف ايضا ، وامكن ان يكون من هذا القبيل ما ذكرنا من الآيات فى آخر الفصل الاول.
الثانى ما يكون الشرط مصدرا بحرف النفى فى نحو تكلم بالخير والا فاسكت ، اى ان لا تتكلم بالخير فاسكت ، وروى سعد بن ابى وقاص فقال : سمعت النبى صلىاللهعليهوآله بهاتين والا فاستكتا يقول : على منى بمنزله هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى ، اى ان لم اسمعه فاستكتا ، وكما فى هذين البيتين.
فطلّقها فلست لها بكفو |
|
١٣٥٧ والّا يعل مفرقك الحسام |
فان تولنى منك الجميل فاهله |
|
١٣٥٨ والّا فانّى عاذر وشكور |
الثالث ما يكون المضارع بعد احد الاشياء الثمانية التى ذكرناها فى حرف ان ، نحو قوله تعالى : (فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا) ـ ١٩ / ٤٣ ، فان التقدير : ان اتبعتنى اهدك.
واما حذف الجواب ففى مواضع ايضا.
الاول ما يكون قبل الشرط كلام يدل عليه ويغنى عن ذكره من بعد ، نحو قوله تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ) ـ ٣ / ٩١ ، فان قوله : فلن يقبل الخ حسب صناعة الاعراب خبر لان وجزاء للو بالمعنى ، اى لو افتدى بملئ الارض ذهبا فلن يقبل منه ، وكذا هذه الآيات (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) ـ ١٨ / ١٠٩ ، (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) ـ ٥ / ١٠٥ ، (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ) ـ ٧ / ٤٣ ، (فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ) ـ ٦ / ٥ ، (وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا) ، و (أَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ) ـ ٢ / ٢٨٢ ، (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) ـ