الرابع من حروف العطف حتّى
وهى بمنزلة الواو الا ان حتى العاطفة كالجارة لا تدخل على الضمير ويكون معطوفها جزءا مما قبلها او كجزء منه ، واذا دخلت على الجملة فهى حرف جر او استيناف على خلاف مر فى مبحث حروف الجر ، وان قال احد انها حينئذ عاطفة لم يقل هجرا ، اللهم الا ان لا يستقيم العطف ، فحينئذ حرف استيناف لا حرف جر ولا حرف عطف ، نحو غاب حبيبى حتى قلت انه قلينى ، ومناط الاستيناف فى حتى ان لا يكون ما بعدها غاية لما قبلها ، ومثال العاطفة مفردا على مفرد ما فى هذين البيتين.
قهرناكم حتّى الكماة وانتم |
|
١١٢٧ تهابوننا حتّى بنينا الا صاغرا |
جود يمناك فاض فى الخلق حتّى |
|
١١٢٨ بائس دان بالاساءة دينا |
ثم ان هذه الاربعة تدل على الجمع اى جمع المعطوف والمعطوف عليه تحت الحكم المذكور فى الكلام مع خصوصية لكل منها ، فالواو لمطلق الجمع ، والفاء للترتيب والسببية والتعقيب مع تخلف فى الاخيرين ، وثم للترتيب والتراخى الا قليلا ، وحتى للجمع والغاية ، وغيرها لا تدل على الجمع وياتى تفصيله.
الخامس من حروف العطف او
وهى موضوعة لثبوت الحكم لاحد المتعاطفين او المتعاطفات ، وقد ينضم اليه معنى آخر حسب وقوعها فى الكلام ، وما تقع فيه اما خبر او طلب وكل منهما اما فى اثبات او نفى ، فهذه اربع صور ، وكل منها اما مع عدم امكان الجمع والخلو او مع امكانهما او امكان الجمع دون الخلو او امكان الخلو دون الجمع ، فهذه ست عشرة صورة ، دونك امثلتها.
الصورة الاولى فى الخبر الاثباتى مع عدم امكان الجمع والخلو ، نحو قوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ـ ٣٤ / ٢٤ ، هذا ينحل الى كلامين ،