نحو قوله تعالى : (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) ـ ٩ / ٤٣ ، فان الاذن يقع بالقول ، (قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً) ـ ١٢ / ١٨ ، فان التسويل هو الوسوسة ، وهى القول وان كان من دون لفظ ، (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ـ ٢ / ٢٤٢ ، فان البيان بالقول ، (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) ـ ٢٩ / ٢٦ ، فان الايمان اذا تعدى باللام فهو بمعنى التصديق ، وهو بالقول ، وان تعدى بالباء فهو بمعنى الاعتقاد القلبى ، وغير ذلك من الافعال التى يتضمن معنى القول.
المعنى السادس : التعدية ، ونذكر منها مواضع.
١ ـ : ان المعنى الخامس الذى سموه بالتبليغ لا يخلو من معنى التعدية ، بل الاولى عندى انه التعدية لان القول له اثر على المقول له ، ومعنى التبليغ ينتزع من ايصال المقول الذى هو خبر او انشاء الى المقول له ، كما ان تعدية اعطيت الى مفعولين باعتبار ايصال شىء الى شىء ، نحو اعطيتك دينارا ، فالمقول مفعول اول للقول والمقول له مفعول ثان له بواسطة اللام ، كما تقول : وهبت لزيد دينارا ، فانهما مفعولان لوهبت بالواسطة وبلا واسطة.
٢ ـ : مادة غفر ، فانها تتعدى الى المفعولين الذنب والمذنب ، الى احدهما باللام والى الآخر بلا واسطة ، فان الغفران له اثر فى المذنب واثر فى الذنب.
مثاله قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ،) ـ ٣ / ٣١ ، (يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) ـ ٤٦ / ٣١ ، ومن للتبعيض وفى باب الاستفعال يزيد عليهما مفعول ثالث هو فاعل المغفرة ، نحو قوله تعالى : (قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي) ـ ١٩ / ٤٧ ، اى ساستغفر لك ربى ذنبك ، بدليل قوله : (يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) ـ ١٢ / ٩٧ ، اى استغفر ربنا لنا ذنوبنا ، وقد تدخل اللام على الذنب ، نحو قوله تعالى : (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) ـ ٤٧ / ١٩.
٣ ـ : اللام الداخلة على المفعول بعد صيغتى التفضيل والتعجب من مادة الحب