اقول : مراد ابن الخباز تنوين عاقلة اذا ركبت مع لبيبة وجعلتا علما لرجل ، فالعلم هو المركب منهما ، والتنوين واقع فى وسط الكلمة ، فيخرج بذلك عن كونه تنوين الصرف اى التمكن لانه انما يلحق بآخر الكلمة ويسقط عند الوقف عليها.
فى الكافى عن ابى عبد الله عليهالسلام ، قال : طلبة العلم ثلاثة فاعرفهم باعيانهم وصفاتهم : صنف يطلبه للجهل والمراء ، وصنف يطلبه للاستطالة والختل ، وصنف يطلبه للفقه والعقل ، فصاحب الجهل والمراء موذ ممار متعرّض للمقال فى اندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم قد تسر بل بالخشوع ، وتخلّى من الورع ، فدقّ الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه ، وصاحب الاستطالة والختل ذو خبّ وملق يستطيل على مثله من اشباهه ويتواضع للاغنياء من دونه فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم ، فاعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء اثره ، وصاحب الفقه والعقل ذو كابة وحزن وسهر ، قد تحنّك فى برنسه وقام اللّيل فى حندسه ، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا مقبلا على شانه ، عارفا باهل زمانه مستوحشا من اوثق اخوانه فشدّ الله من هذا اركانه واعطاه يوم القيامة امانه.