وتغنى غنائهما ، وان كانت بحسب التركيب تؤول الى المفرد كما فى افعال القلوب ، نحو (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا) ـ ٢٩ / ٢ ، وياتى بيانه فى المبحث الخامس.
السادس : قالوا : لا يجوز دخول ان على القسم الثالث من هذه الافعال لانه دال على الحال وان للاستقبال ، ولكن الاصل فى عسى ان يكون خبرها مصدرا بان ولم يات فى التنزيل بدونها ، وجاء فى غيره مجردا عنها كما فى هذه الابيات.
عسى طيّئ من طيّئ بعد هذه ١٦١ |
|
ستطفئ غلّات الكلى والجوانح |
عسى الكرب الّذى امسيت فيه ١٦٢ |
|
يكون وراءه فرج قريب |
وما ذا عسى الحجّاج يبلغ جهده ١٦٣ |
|
اذا نحن جاوزنا حفير زياد |
عسى منهل يصفو فيروى به الظماء ١٦٤ |
|
اطال صداها المنهل المتكدّر |
السابع : قد يدخل بعض هذه الافعال على الجملة الفعلية كقوله تعالى : (مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ) ـ ٩ / ١١٧ ، وكما فى هذين البيتين ، وذلك من تخصيص القاعدة.
واسقيه حتّى كاد ممّا ابثّه ١٦٥ |
|
تكلّمنى احجاره وملاعبه |
وقد جعلت اذا ما قمت يثقلنى ١٦٦ |
|
ثوبى فانهض نهض الشارب الثمل |
الثامن : اعملت عسا فى هذين البيتين عمل لعل ، لانها بمعناها ، فهى فى هذه الصوره حرف كلعل لا فعل.
فقلت عساها نار كاس وعلّها ١٦٧ |
|
تشكّى فآتى نحوها فاعودها |
تقول بنتى قد انى اناكا ١٦٨ |
|
يا ابتا علّك او عساكا |
واعلم ان هذه الاساليب الستة فى هذه الافعال انما هى مختلفة من جهة التركيب الفنى ، واما من جهة المعنى فواحدة ، تفيد معنى حرفيا بين المسند والمسند اليه من دنو وهو فى القسم الاول ، او ترج واشفاق وهو فى القسم الثانى ، او شروع وهو فى القسم الثالث ، ولكن القوم اطنبوا الكلام فى هذه الاساليب.
التاسع : لا يتقدم خبر هذه الافعال عليها ولا على اسمها ، بخلاف الافعال