والمعنى شىء ، فلا فرق بين التعبيرين ، والقرينة على ان المراد تقسيم الاسم بحسب المعنى قوله : انما يتفاضل العلماء الخ ، لان التفاضل فى درك المعانى.
والظاهر هو المعنى الذى يفهم من نفس الاسم ، والمضمر هو المعنى الذى لا يفهم من نفسه ، بل بضميمة لفظ آخر ، كالضمير الذى يعرف بمرجعه ، والموصول الذى يعرف بصلته ، واسم الاشارة الذى يعرف بمشاهدة المشار اليه ، والذى ليس بظاهر ولا مضمر هو ما يدرك بالقرينة من بيان المتكلم او غيره ، ولذلك يتفاضل العلماء فى معرفته لان كل احد لا يدرك كل قرنية ولا يصل الى كل بيان للمتكلم ، وان ادرك ووصل فانما يفهم على قدر عقله وذكائه ، كقوله تعالى مثلا : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) ـ ٢ / ٢٥٧ فان معنى النور والظلمات فى هذه الآية يحتاج الى بيان المتكلم ، اذ ليس المراد النور والظلمة الحسيين قطعا والعلماء اختلفوا فى تعيين مراده تعالى وتفاضلوا فى درك مغزاه وحقيقته ، وقال كل منهم فى ذلك على حسب عقله وفهه ، وصاحب الوحى هو المرجع عندنا فى تعيين مراده تعالى.
الامر الخامس
اعلم ان كل علم من العلوم المدونة مركب من المسائل والمبادى ، والمسائل هى قضايا تطلب فى العلم ، والمبادى هى الدلائل العقلية او النقلية المثبتة لتلك القضايا ، وتسمى بالمبادى التصديقية ، والتعريفات لبيان موضوعات تلك القضايا ومحمولاتها ، وتسمى بالمبادى التصورية.
واما علم النحو فمسائله هى القواعد المتخذة من كلام العرب الاصيل كقولنا كل فاعل مرفوع وكل مفعول منصوب وكل حال مشتق وكل تابع على اعراب متبوعه وهكذا ، وهى تحصل من تتبع كلام العرب واستقرائه كما وقع من ابى الاسود ، وذكرنا حديثه فى الامر الرابع.