قوله عليهالسلام : والفعل ما انبا عن حركة المسمى ، اى ما انبا عن الحدث المنسوب الى الشئ ، فان الفعل بمادته يدل على الحدث وبهيئته يدل على انتسابه اليه ، والمسمى هو الشئ المنسوب اليه الحدث الذى يقال له الفاعل ، والفرق بين الفعل والمشتق ان الذات المنسوب اليها الحدث داخل فى مفهوم المشتق ولذلك صار من اقسام الاسم ، دون الفعل فان مفهومه الحدث والنسبة اليها فقط ، والذات خارج لازم كالزمان.
قوله عليهالسلام : والحرف ما أنبا عن معنى ليس باسم ولا فعل ، وذلك المعنى نسبة شىء الى شىء ، فان الحرف كائنا ما كان اذا وقع فى الكلام يفيد نسبة بين معنيين من الاسم او معنيين من الاسم والفعل ، هذا مجمل من البيان فى تعريف الاسم والفعل والحرف من كلام الامام عليهالسلام.
ولكن المشهور فى تعريفها عند النحاة ان الاسم كلمة معناها مستقل غير مقترن باحد الازمنة الثلاثة ، والفعل كلمة معناها مستقل مقترن باحدها ، والحرف كلمة معناها غير مستقل وغير مقترن باحدها ، والمراد بعدم الاستقلال فى معنى الحرف عدم فهم معناه ان تلفظ به وحده ، بل يفيد معناه فى تركيب الكلام ، اذ ليس معنى من مثلا الابتداء حتى يفهم منه معنى الابتداء كلفظ الابتداء ، بل ابتداء جزئى خاص ، وهو لا يفهم الا اذا قلت مثلا : سرت من البيت الى السوق ، بخلاف الاسم والفعل ، فان كلا منهما يفهم منه معناه اذا تلفظ به وحده ، وهذه التعاريف لم يبين فيها حقيقة الاسم والفعل والحرف لانها تعريف بالعوارض ، بخلاف ما فى كلام الامام عليهالسلام.
واما اخذ الاقتران بالزمان وعدمه فى هذه التعاريف فليس بلازم ، ولو كان لذكره الامام عليهالسلام ولكنه لم يذكر ، وياتى توضيح ذلك فى المبحث الخامس عشر من المقصد الثالث.
قوله عليهالسلام ان الاشياء ثلاثة : ظاهر ومضمر وشىء ليس بظاهر ولا مضمر ، وفى رواية نزهة الالباء : ان الاسماء ثلاثة الخ ، هذا تقسيم للاسم بحسب المعنى ،