افسد الذين كالدنيا ، اى شىء كالدنيا وشىء كالتقوى ، وحذف الفاعل فى هذه المواضع قياسى.
الامر الخامس
قد يحذف الفعل مع بقاء الفاعل فى الكلام ، وذلك فى مواضع.
١ ـ اذا كان مثل ذلك الفعل فى جملة اخرى ويكون قرينة على حذفه ، كقوله تعالى : (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ) ـ ٢٤ / ٣٧ ، (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ـ ٤٢ / ٣ ، على قراءة بعضهم فى يسبح ويوحى بصيغة المجهول ، وعلى هذا فالجار والمجرور بعد كل منهما نائب عن الفاعل ، وكل من رجال ولفظة الله مرفوع بالفاعلية لفعل مقدر يدل عليهما المذكوران ، اى يسبحه رجال ويوحى الله ، ولا يمكن ان يكونا نائبين عن الفاعل لعدم استقامة المعنى ، واما على قراءة صيغة المعلوم فهما فاعلان لهما ، وقوله تعالى : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ) ـ ٦ / ١٣٧ ، بصيغة المجهول ، ورفع قتل وشركاء فى قراءة ابى عبد الرحمان السلمى ، فقتل نائب عن الفاعل ، وشركاء فاعل لفعل محذوف ، اى زينه شركاءهم.
وقال القوم : ان المرفوع فى امثال هذه المواضع جواب عن سؤال مقدر ، كان سائلا بعد سماع الجملة السابقة سال : من يسبحه؟ فيجاب : رجال ، ومن يوحى؟ فيجاب : الله العزيز الحكيم ، ومن زينه؟ فيجاب شركاءهم ، ومن ذلك ما فى هذين البيتين.
ليبك يزيد ضارع لخصومة ٢١٥ |
|
ومختبط ممّا تطيح الطوائح |
تجلّدت حتّى قيل لم يعر قلبه ٢١٦ |
|
من الوجد شىء قلت بل اعظم الوجد |
٢ ـ اذا كان الفاعل جواب سؤال صريح كقوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) ـ ٢٩ / ٦١ ، اى ليقولن