الامور : خوف الفتنة من اظهار الفاعل ، ارادة الابهام لئلا يفهم المخاطبون من الفاعل ، حفظ وزن الشعر ، تحقير الفاعل بترك ذكره او اعظامه بذلك ، علم المخاطب بالفاعل ، جهل المتكلم به ، الاختصار فى الكلام ، سجع الكلام المنثور ، كبرياء المتكلم او المخاطب بحيث لا يليق ذكر الفاعل عنده ، وذكرها السيد عن ابى حيان فى ارجوزته هكذا.
وحذفه للخوف والابهام ٢٢٦ |
|
والوزن والتحقير والاعظام |
والعلم والجهل والاختصار ٢٢٧ |
|
والسجع والوقار والايثار |
والوقار اى الكبرياء ، والايثار اى اختيار اسم المفعول لان يجعل عمدة فى الكلام ، وهذا ليس بوجه ، بل هو نفس العمل الموجه باحد تلك الوجوه.
الامر السادس
لا ريب ان كل فعل له فاعل اسند اليه على وجه القيام كحسن محمود وقبح عثمان ، او الصدور كنصر حامد وقتل داود ، وينسب الى كل من المفاعيل والمتعلقات بنسبة مخصوصة فنسبته الى المفعول المطلق نسبة الوقوع ، اى المفعول المطلق هو نفس القائم بالفاعل او الصادر منه ، ونسبته الى المفعول به نسبه الوقوع به ، اى الفعل الصادر من الفاعل انما وقع بسببه ، ولولاه لم يصدر منه هذا الفعل ، ونسبته الى المفعول فيه نسبة الوقوع فيه وهو ظاهر ، ونسبته الى المفعول له نسبة العلية ، اى المفعول له داع للفاعل الى ايقاع الفعل ، ونسبته الى المفعول معه نسبة شركة الفاعل او المفعول به فيه ، ونسبة الفعل الى التمييز والحال والمستثنى نظير هذه النسب ، وللمجرور بالحرف احدى من النسب الدالة عليها الحروف ، وياتى بيان كل منها فى مبحثه ، فصوغ الفعل مجهولا واعطاء الرفع لواحد من المفاعيل مقام الفاعل لا يوجب تغييرا فى اسناد الفعل الى الفاعل ، ولا فى هذه النسب من جهة الواقع والمعنى ، بل هو تركيب من الكلام كسائر التراكيب الكلامية ، اريد فيه اخفاء الفاعل ، اذا علمت