٣ ـ ان يكون المنصوب اسما مكررا وهو المحذر منه كقول على عليهالسلام فى وصيته : الله الله فى الايتام فلا تغبوا افواههم ولا يضيعوا بحضرتكم ، والله الله فى جيرانكم فانهم وصية نبيكم ما زال يوصى بهم حتى ظننا انه سيورثهم ، والله الله فى القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم ، والله الله فى الصلاة فانها عمود دينكم ، اى اتقوا الله ، والتكرار للمبالغة.
ومن هذا القبيل قولهم : الاسد الاسد ، الحية الحية ، اى تجنبهما ، وياتى بلا تكرار كقوله تعالى : (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها ،) اى دعوها وشربها ، (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى) ـ ٢٠ / ١٣١ ، اى تجنب واترك زهرة الحياة الدنيا ، وقيل فيه غير ذلك ، ومنه قولهم : يدك ، اى ابعد يدك عما عليه ، السيارة ، اى تباعد منها ، البئر ، اى لا تقع فيها.
ويجوز فى هذه الصورة دون سائر الصور ذكر عامله كقوله تعالى : (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) ـ ٦٣ / ٤ ، (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) ـ ٢ / ٢٤ ، وكقول على عليهالسلام : احذر الدنيا فانها شبكة الشيطان ومفسدة الايمان ، احذروا سوء الاعمال وغرور الامال ونفاد المهل وهجوم الاجل ، وكقول الشاعر.
احذر مصاحبة اللّئيم فانّها ٢٧٢ |
|
تعدى كما يعدى السليم الاجرب |
٤ ـ ان يكون المحذر والمحذر منه اسمين ظاهرين متعاطفين ، نحو ثوبك والنار ، اى بعده عنها وبعدها عنه ، صديقك والجفاء ، الله وسوء الظن به ، وهذه كالصورة الاولى.
٥ ـ ان يكون من او عن ظاهره على المحذر منه ، نحو نفسك عن مخالطة اللئام ، ودينك من الريب والاوهام ، وقلبك من تكديره بالآثام ، اى خلص هذه من هذه.