الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ) ـ ١٢ / ٢٤ ، فان جملة نحن عصبة حال من يوسف او الذئب وليست حالا من فاعل قالوا ولا يمكن ان تكون خبرا عن احدهما ، ومثله قوله تعالى : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) ـ ٨ / ٥ ، وان فريقا الخ حال من فاعل اخرجك او مفعوله ، ولا يمكن حملها على احدهما ، ونحو قمت من النوم والشمس طالعة ، وكقول الشاعر :
وقد اغتدى والطير فى وكناتها ٣٠٢ |
|
بمنجرد قيد الاوابد هيكل |
قلت : نقل الجواب ابن هشام فى رابع المغنى فى باب اقسام الحال بما حاصله ان هذه الاحوال فى حكم الظروف ، اى قمت من النوم زمان طلوع الشمس ، وهكذا.
اقول : ان هذا الجواب لا يصحح تشبيه الحال بالخبر ، اذ لا يحمل ظرف الزمان على ذى الحال ، فان ذا الحال فى قمت انا ، فلا يصح ان يقال : انا زمان طلوع الشمس ، فالحق ان يقال ان هذه الاحوال خارجة عن التشبيه ، فالتشبيه اكثرى لا كلى ، وكذا تشبيهما بالموصوف والصفة.
الامر السابع
اذا وقع جملة او شبه جملة بعد نكرة ولم يدل دليل على تعينها حالا امكن ان تكون حالا او نعتا للنكرة وكونها نعتا اولى كقوله تعالى : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ) ـ ٢٦ / ٢٠٨ ، جملة (لَها مُنْذِرُونَ) تصلح ان تكون حالا (مِنْ قَرْيَةٍ) او نعتا لها ، (وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) ـ ٥٤ / ١٣ ـ ١٤ ، (تَجْرِي) حال من ذاتِ أَلْواحٍ او نعت لها ، (رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً) ـ ٥ / ١١٤ ، جملة تكون صفة لمائدة او حال منها ، ولو كانت على لها منذرون واو تعينت للحالية خلافا للزمخشرى ، وياتى ذكر مذهبه فى باب النعت من المبحث الحادى عشر من المقصد الثانى.
الامر الثامن
الاصل فى الحال ان تتاخر عن عاملها وصاحبها ، ولكن قد تتقدم عليهما او