اياى فيما ياتى من الزمان ، وعلى هذا فلا يتوجه انكار ابن هشام الى من قال : ان سيهدين جملة حالية ، كما ذكر فى آخر الباب الثانى من المغنى عند ذكر القيد الرابع.
اقول : لا حاجة الى هذا التكلف ، فان الحال قيد لصاحبها من دون نظر المتكلم الى الزمان ، فان نظره فى قوله : جاء زيد راكبا مثلا الى ان زيدا جاء فى هذه الهيئة ، واتحاد زمان المجيئ والركوب يعلم من خارج الكلام ، انظر الى قول امراة ابراهيم عليهالسلام : (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً) ـ ١١ / ٧٢ ، فانها لا تريد الا ان تقيد نفسها بالعجوز وبعلها بالشيخوخية ليصح استبعاد ولادتها من دون نظر الى زمان الولادة والبعولة والعجوز والشيخوخية ، فتوافق الزمانين فى الاكثر لا يوجب امتناع تخالفهما فى بعض الموارد.
والحاصل ان الحال قيد للتحقق لا للزمان فقوله تعالى : لتدخلن محلقين اى يتحقق دخولكم مع الحلق سواء اكان فى زمان واحد ام فى زمانين ، وانى ذاهب الى ربى سيهدين ، اى يتحقق ذهابى مع الهداية ، وجاءنى زيد راكبا اى تحقق المجيئ مع الركوب ، واما فى زمان واحد فلا موجب لذلك واقعا ولا دلالة عليه فى الكلام ، ولكن القوم شاهدوا الاحوال فى الاكثر الاغلب انها متحدة من حيث الزمان مع عاملها ، فحكموا بذلك واوّلوا ما ليس كذلك ليكون الحكم كليا ، ولكنه لا موجب له.
الامر السادس
ان قلت : قد تكرر قولكم : ان الحال وذا الحال بمنزلة الخبر والمبتدا فى المعنى ، ونقل عن سيبويه : انهما اشبه بهما من الصفة والموصوف ، وفى الفصل السابع فى اول المبحث قسمتم الحال الى المتحدة والمغايرة ، وقلتم ان المغايرة تحمل على صاحبها بالتاويل ، ولكن من الاحوال ما لا يحمل على صاحبها لا بنفسه ولا بالتاويل ، وهو الجملة الحالية التى رابطها الواو فقط ، نحو (قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ