انّما الميت من يعيش كئيبا ٣٠١ |
|
كاسفا باله قليل الرجاء |
فان لم تكن هذه الاحوال لتناقض الكلام او انقلب المعنى المراد او بقى الكلام بلا فائدة.
الثانى ان يكون الحال سادة مسد الخبر مفيدة فائدته ، نحو افضل صدقة الرجل مستقرا ، ويقدر الخبر من افعال العموم نحو حاصل ، اكثر شربى السويق ملتوتا ، قراءتى كتاب الله تعالى متوضئا ، وفى الحديث : اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، اخطب ما يكون الامير قائما ، وما بعد اسم التفضيل فى هذه الجمل فاعل له فى المعنى ، اى كون الامير اخطب حاصل فى حال قيامه.
الثالث ـ ان تكون الحال دالة على عاملها المحذوف وياتى تفصيله فى الامر التاسع.
الامر الخامس
ان العرض من الحال تقييد حصول عاملها بوقت حصولها ، فان المعنى بقولك : جاء زيد والشمس طالعة تقييد حصول المجيئ بزمان طلوع الشمس ، اى جاء زيد فى زمان طلوع الشمس وجاء زيد راكبا ، اى جاء زيد فى زمان ركوبه ، وعلى هذا فيشكل تقسيم الحال الى المقارنة وغير المقارنة وتقسيم غير المقارنة الى المقدرة والمحكية على ما مر فى الفصل الرابع فى اول المبحث.
فاجيب بانها باعتبار التقدير والحكاية ، ولذلك سميت بالمقدرة والمحكية ، فان قوله تعالى : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ) ـ ٤٨ / ٢٧ ، يؤول الى لتدخلن المسجد الحرام مقدرين حلق رؤوسكم ، وقوله تعالى : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ) ـ ٢ / ٧٥ ، يؤول الى افتطمعون ايمانهم حاكين ان فريقا منهم كانوا كذا ، وهكذا فى كل مورد ومنه قوله تعالى : (وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) ـ ٣٧ / ٩٩ ، اى انى ذاهب الى ربى مقدرا هدايته