اى جهنم ، (يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) ـ ٤٣ / ٣٨ ، اى انت ، يقوله الظالم لمن اخذه قرينا وحبيبا فى الدنيا ، (بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ) ـ ١١ / ٩٨ ، (بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) ـ ١١ / ٩٩ ، الورد ما يرده الانسان وغيره من مشرع الماء وغيره ، والرفد العطاء ، اى بئس الورد الذى يرده آل فرعون النار ، وبئس العطاء الذى اعطاهم فرعون اللعنة ، وكقول على عليهالسلام : ولبئس المتجران ترى الدنيا لنفسك ثمنا ، بئس الطعام الحرام ، بئس الرجل من باع دينه بدنيا غيره.
الصورة الثانية ان يكون بعد الفعل مرفوع ومنصوب ، فالمرفوع فاعل والمنصوب تمييز للفاعل سواء تقدم او تاخر ، كقوله تعالى : (وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) ـ ١٨ / ٥٠ ، فى بئس ضمير يرجع الى ابليس ، وكقول الشاعر :
نعم امر اين حاتم وكعب |
|
٣٦٠ كلاهما غيث وسيف عضب |
وقد ياتى التمييز فى هذا الموضع مع من كما ياتى معها فى مواضع اخرى ، وقد مر ذكره فى مبحث التمييز ، كقول الشاعر :
تخيّره ولم يعدل سواه |
|
٣٦١ فنعم المرء من رجل تهامىّ |
ومن هذه الصورة ما يكون المنصوب بلفظ المرفوع مع تخصيص بنعت او بدل او اضافة ، كقول على عليهالسلام فى كتاب له الى معاوية : ولبئس الخلف خلفا يتبع سلفا هوى فى نار جهنم ، يتبع نعت لخلفا وهوى نعت لسلفا ، وكما فى هذه الابيات.
نعم الفتى فجعت به اخوانه |
|
٣٦٢ يوم البقيع حوادث الايّام |
نعم الفتاة فتاة هند لو بذلت |
|
٣٦٣ ردّ التّحيّة نطقا او بايماء |
تزوّد مثل زاد ابيك فينا |
|
٣٦٤ فنعم الزاد زاد ابيك زادا |
والتغلبيّون بئس الفحل فحلهم |
|
٣٦٥ فحلا وامّهم زلّاء منطيق |
الصورة الثالثة ان يكون بعد الفعل موصول وصلة ، وهو فاعل الفعل ، والمخصوص اما محذوف او مذكور ، نحو قوله تعالى : (وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) ـ ٤ / ٥٨ ، اى نعم ما يعظكم به ، ادغمت الميم فى الميم ، و