٢ / ١٨٠ ، اى اذا شارف حضور الموت ، وكقول الشاعر :
الى ملك كاد الجبال لفقده |
|
٣٩٦ تزول وزال الراسيات من الصخر |
مثال الثالث قوله تعالى : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا الخ) ـ ٥ / ٦ ، اى اذا اردتم القيام الى الصلاة ، ويجرى هذا التقدير فى هذه الآيات ايضا : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) ـ ١٦ / ٩٨ ، (إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) ـ ٥٨ / ١٢ ، (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) ـ ٥ / ٤٢ ،(وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) ـ ١٦ / ١٢٦ ، (إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى) ـ ٥٨ / ٩ ،(إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ) ـ ٦٥ / ١ ، واستعمال الفعل فى ارادته فى هذه الآيات ظاهر ، ثم اتى ابن هشام بآيات اخرى فى غير الشرط والجزاء وزعم انها من هذا الباب وليس كما زعم.
مثال الرابع قوله تعالى : (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) ـ ٢١ / ١٠٤ ، اى انا كنا قادرين على الاعادة ، كون فاعلين بمعنى قادرين انما هو على اصلهم من اخذ الزمان فى مفهوم الفعل ، والمثال الظاهر لذلك قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ) ـ ٣٠ / ٤٠ ، اى هل من شركائكم من يقدر على شىء من ذلك.
ثم وجه المجار فى الاستعمالات الثلاثة كون الاشراف والارادة والقدرة من اسباب الفعل ، فهى من ذكر المسبب وارادة السبب.
ثم قال : وعكس ذلك اى ذكر القدرة وارادة الفعل قوله تعالى : (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ) ـ ٥ / ١١٢ ، معناه هل يفعل ربك فعبر عن الفعل بالاستطاعة لانها شرطه ، وقوله تعالى : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) ـ ٢١ / ٨٧ ، اى لن نواخذ فعبر عن المواخذة بشرطها وهو القدرة عليها.
اقول : لم يتعين ما قال ابن هشام فى معنى يستطيع ، فراجع التفاسير ، وكذا