فى باب حذف الجار : اى قدرنا له منازل ، وهذا ليس بمتعين ، لان قدر يجرى مجرى جعل ، فيتعلق بالواحد وبالاثنين ، وتعلقه بالواحد نحو قوله تعالى : (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) ـ ٢٥ / ٢ ، وتعلقه بالاثنين نحو قوله تعالى : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ) ـ ٢٧ / ٥٧ ، والآية من هذا القبيل كقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ) ـ ١٠ / ٥ ، فمنازل مفعول ثان بتقدير فى او ذا ، اى وقدره فى منازل ، او قدره ذا منازل لان نفس القمر ليست بمنازل ، ومن هذا الاسلوب يفهم ان القمر من اول امره كان يجرى فى منازله ، بخلاف ذلك الاسلوب ، لان مفاد قدره ذا منازل انه جعل ذا منازل ، ومفاد قدر له منازل ان منازل جعلت له ، فلم يفهم ان القمر خلق ثم جعلت له منازل ، او جعلت له من اول خلقه.
٤ ـ : (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً) ـ ٧ / ٤٥ ، قال ابن هشام : اى يبغون لها عوجا ، وعلى هذا فعوجا مفعول به ، والعوج عدم الاستقامة ، وامكن ان يقال : ان الضمير مفعول به وعوجا حال ، اى يطلبون سبيل الله بهذه الحالة.
٥ ـ : (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) ـ ٣ / ١٧٥ ، قال ابن هشام : اى يخوفكم باوليائه ، وهذا غير متعين لان خوف يتعدى الى مفعول ثان بالباء وبنفسه ، وياتى بيانه فى الفصل السادس ، فامكن ان يكون المعنى : الشيطان يخوف اولياءه من بنى آدم بالفقر وغيره.
٦ ـ : ما فى هذه الابيات.
تحنّ فتبدى ما بها من صبابة |
|
٤٠٦ واخفى الّذى لو لا الاسى لقضانى |
تمرّون الديار ولم تعوجوا |
|
٤٠٧ كلامكم علىّ اذن حرام |
ولقد جنيتك اكمؤا وعساقلا |
|
٤٠٨ ولقد نهيتك عن بنات الاوبر |
فتولّى غلامهم ثمّ نادى |
|
٤٠٩ اظليما اصيدكم ام حمارا |
امرتك الخير فافعل ما امرت به |
|
٤١٠ فقد تركتك ذا مال وذا نشب |