بل يجب ان يضاف اليه ، وهذا مذهب قوم ، وعللوا ذلك بان اسم الفاعل انما يعمل عمل الفعل لمشابهته بالمضارع من حيث الموازنة والمضارع يكون للحال او الاستقبال ، واما الماضى فلا يشبهه اسم الفاعل ، فلا يعمل ان كان بمعناه ، وقال آخرون كالكسائى وجماعة : انه يعمل بمعنى الماضى كما يعمل بمعنى الحال والاستقبال.
ثم تداول بين الفريقين مثال الآية : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) ـ ١٨ / ١٨ ، فاستشهد به المجوزون واجاب المانعون بانها حكاية الحال الماضية ، فالوصف فيها بمعنى الحال ، ومعنى حكاية الحال كما قال الرضى نقلا عن الاندلسى : ان تفرض نفسك كانك موجود فى ذلك الزمان ، او تفرض ذلك الزمان كانه موجود الآن ، ومعنى كلامهم ان رسول الله صلىاللهعليهوآله حين نزل عليه هذه الآية وتكلم بها لاصحا به فرض نفسه فى ذلك الزمان او فرض ذلك الزمان فى زمانه ثم قرا باسط بالتنوين ، هذا ، فانظر.
والعجب انهم قالوا : ان اقترن اسم الفاعل بال عمل بمعنى الماضى والحال والاستقبال على السواء ، وقال بعضهم : يعمل بمعنى الماضى فقط ، مع ان ال تزيل شباهته بالفعل ، سواء اقلنا انها موصولة ام حرف تعريف وهو مذهب بعضهم.
ثم انهم اعترفوا بجواز عمل الوصف فى المفعول الثانى فى نحو قوله تعالى : (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) ـ ٦ / ٩٦ ، على قراءة بعض ، وقالوا ان ذلك ضرورة فلا بد منه ، لامتناع الاضافة اليه لان الوصف اضيف الى المفعول الاول ولا يمكن ان يضاف اسم واحد الى اثنين ، ونقل الرضى فى شرح الكافية فى مبحث اسم الفاعل عن السيرافى انه قال : ولم يوجد اسم الفاعل عاملا فى المفعول الاول فى موضع من المواضع مع كثرة دوره فى الكلام.
واقول : ان الفعل لا دلالة له على الزمن الخاص ، اى احد الازمنة الثلاثة الا بالقرينة ، هذا حال الفعل ، فكيف بالوصف ، وياتى بيان ذلك فى مبحث ادوات المضى والاستقبال فى المقصد الثالث.