ذكر معه المضاف اليه ، كما فى هذه الابيات.
سقى الارضين الغيث سهل وحزنها |
|
٥٨٢ فنيطت عرى الآمال بالزرع والضرع |
يا من راى عارضا يسرّ به |
|
٥٨٣ بين ذراعى وجبهة الاسد |
علّقت آمالى فعمّت النعم |
|
٥٨٤ بمثل او انفع من وبل الديم |
وقد ينعكس الحذف كما فى كلام بعض الصحابة غز ونامع رسول الله صلىاللهعليهوآله سبع غزوات او ثمانى ، ولم يقل : سبع او ثمانى غزوات.
ثم قالوا فى الصورة الاولى : ان المضاف اليه المحذوف نوى معناه ، وفى الصورة الثانية : نوى لفظه وفى الصورة الثالثة : نوى لفظه ومعناه.
اقول : هذا من التخيلات النحوية ، ذكروه لتوجيه الفرق بين الصور الثلاث ، والحق ان يقال : ان اللفظ فى الصور الثلاث محذوف بالحس والمشاهدة ، والمعنى فى قصد المتكلم موجود سواء ادلت عليه القرينة وفهمه السامع ام لم تدل عليه ، لان هذا القسم من المضاف مما يستلزم المضاف اليه فلابد من لفظه او معناه ، ودليل الاعراب او البناء استعمال العرب ، ودليل المحذوف القرينة ، والتقدير دائما راجع الى اللفظ لانه المحذوف.
نعم ان خرج اللفظ عن اقتضاء المضاف اليه حسب ما اراده المتكلم فليس له لا لفظا ولا تقديرا ، كما يقال : خربت الدار فلم يبق منها اول ولا آخر ، اى لم يبق منها شىء.
ثم الحذف قياسى هنا ، فان لم يكن المضاف ظرفا وجب تنوينه ، والا فلك الخيار فى التنوين ، وان اتيته بلا تنوين فالاولى بناؤه على الضم ، ويجوز بناؤه على الحركة التى يقتضيها عاملها لو كان معربا كما ذكر فى الصورة الثالثة ، والاكثر هو الضم فى ظروف الغايات.
وجاء سماعا فى قراءة بعض لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ ـ ٧ / ٤٩ و ٤٣ / ٦٨ ، بضم الفاء ، اى لا خوف شىء عليكم ، وقال فى المغنى : سمع من العرب : سلام عليكم بضم الميم