رايت ضاربى الرجل ومررت بضاربى الرجل ، فان الاعراب فى كلها ظاهر لا مقدرو ان لم يظهر فى القراءة.
واما الياء فى المثنى فلا تحذف عند التقاء الساكنين ، بل تحرك بالكسر ، نحو رايت عالمى البلد ومررت بعالمى البلد لان حذفها يوجب اشتباهه بالمفرد فى حالة النصب وحملت حالة الجر عليها.
٢ ـ ان الكلمة قبل التركيب لا توصف بالاعراب والبناء لان اختلاف آخرها وعدم اختلافه تابع للعامل ، ومتى جاء العامل حصل التركيب.
وقيل : هناك كلمات لا توصف بهما وان وقعت فى التركيب ، ويقال لها الاتباع ، وياتى ذكرها فى باب النعت فى المبحث الحادى عشر من المقصد الثانى.
الامر الثالث عشر
فى العمل والعامل والمعمول.
قد عرفت ان الاعراب هو اختلاف آخر الكلمة بدخول العوامل المختلفة عليها ، والبناء عدم اختلافه بذلك ، ومن البديهى ان العامل له شان العمل واقتضاء المعمول ، فلا بد هنا من بيان كل منها ، ونذكرها فى فصول ثلاثة.
الفصل الاول فى العمل
ومعناه فى العرف العام ان يكون شىء منشا لاثر ، وهو يرادف الفعل ، وقيل : هو اخص منه لان العمل يعتبر فيه القصد دون الفعل فلذا ينسب الى الجمادات دون العمل ، يقال : يفعل البرد كذا ويفعل الدواء كذا دون يعمل ، اقول : لم ينسب العمل فى كتاب الله اليه تعالى بخلاف الفعل ، ولم ينسب العمل ولا الفعل فيه الى غير ذوى الارادات ، فانظر وتامل ، وفى الاصطلاح ان يكون لفظ منشا لاختلاف آخر لفظ آخر ، وهذا بحسب العرف العام مجاز لان المؤثر حقيقة هو اللافظ حسب ارادته ،