وقتها ، اقول : اللام للاختصاص كما فى الآية السابقة ، اى لا يجليها تجلية تخص وقتها الا هو ، وتلك تجلية حقيقتها ، اى ولا يوقعها الا هو ، واما تجليتها بالاخبار عنها وعن بعض اشراطها فغيره ايضا يفعلها ، مع ان كون اللام بمعنى فى يفهم ان غيره يجليها فى غير وقتها ، فيصير القيد مخلا بالمراد ، وقوله تعالى : (يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي) ـ ٨٩ / ٢٤ ، اى يا ليتنى قدمت شيئا فى حياتى الدنيا ، اقول : اللام للاختصاص ، اى يا ليتنى قدمت شيئا فى حياتى الدنيا لحياتى الآخرة ، وقولهم : مضى لسبيله ، قالوا : اى مضى فى سبيله ، اقول : اللام للتعليل ، اى مضى لينهى سبيله.
الرابع ، قالوا : ياتى اللام بمعنى من ، نحو قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) ـ ١٧ / ٧٨ ، اى من دلوك الشمس ، اقول : اللام للاختصاص ، اى اقم الصلاة الخاصة لهذا الوقت ، والامر للتاكيد لا لتعيين الوقت ، لانه صلوات الله عليه وآله كان يقيم صلاة الظهر والعصر قبل نزول هذه الآية بكثير.
وكذا الكلام فى الحديث : صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته ، وقال ابن هشام : ان اللام فى الآية والحديث بمعنى بعد ، وقوله ابعد من القول بانها بمعنى من لانه امر بتاخير الصلاة عن اول وقتها ، وكذا اللام فى قولهم : سمعت له صراخا ، فانها للاختصاص لا بمعنى من ، ولكن الظاهر فى البيتين بمعنى مع ومن ، وذلك للضرورة.
فلمّا تفرّقنا كانّى ومالكا |
|
٦٤٧ لطول اجتماع لم نبت ليلة معا |
لنا الفضل فى الدنيا وانفك راغم |
|
٦٤٨ ونحن لكم يوم القيامة افضل |
الخامس ، قالوا : ياتى اللام بمعنى عند ، نحو كتبته لخمس ليال خلون من الشهر ، اى عند خمس ليال ، اقول : هى للاختصاص ، اى كانت كتابتى لهذا الزمان لا لغيره ، مع ان استعمال عند للزمان قليل ، وان استعمل يستوعب زمان مدخولها ، والكتابة لم تكن فى جميع ذلك الزمان.
قال ابن هشام : وجعل منه ابن جنى قراءة الجحدرىّ : (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا