يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ٦ / ٢٧.
الثانى قالوا : ياتى اللام بمعنى على ، نحو قوله تعالى : (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) ـ ١٧ / ١٠٩ ، اى على الاذقان ، اقول : لا معنى لعلى ههنا ، لان خرّ خرورا بمعنى سقط ، والاذقان ليست مخرورا عليها فاللام هنا للتعدية ، اى يخرون لاذقانهم على الارض ، ومثلها قول الشاعر.
ضممت اليه بالسنان قميصه |
|
٦٤٦ فخرّ صريعا لليدين وللفم |
وقوله تعالى : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً) ـ ١٠ / ١٢ ، اى على جنبه بدليل قوله تعالى : (فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ) ـ ٤ / ١٠٣ ، اقول : اللام للتعليل ، والتقدير : دعانا لما مسه من الضر على جنبه او قاعدا او قائما ، ففى الكلام تضمين ، وهذا من اشارات القرآن ، اى ليس دعاؤه ايانا لمحبته وايمانه بنا ، بل للضر الذى مسه ، بدليل قوله تعالى فى ذيل الآية : (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.)
وقوله تعالى : (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) ـ ٣٧ / ١٠٣ ، اى على الجبين ، اقول فى هذا ما قلت فى يخرون للاذقان ، فان اللام للتعدية ، وقوله تعالى (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) ـ ١٧ / ٧ ، اى وان اساتم فعليها ، اقول : ان لها خبر قدر مبتداه ، اى فلها رب يغفر لها على ما جاء فى الخبر ، وهذا من لطائف القرآن ، ولا ينافى قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها) ـ ٤٥ / ١٥ ، لان كلا منهما لقوم.
الثالث ، قالوا : ياتى اللام بمعنى فى ، نحو قوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) ـ ٢١ / ٤٧ ، اى فى يوم القيامة ، اقول : اللام للاختصاص ، اى الموازين الخاصة ليوم القيامة ، لا كموازين الدنيا ، وقوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ) ـ ٧ / ١٨٧ ، قالوا : اى فى