(فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ـ ٦٧ / ٢٩ ،
الثالث : ان يكون المظروف امرا معنويا والظرف حسيا واتيان الكلام بهذا الاسلوب لافادة ان المظروف ثابت راسخ فيه ، نحو قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ـ ٢ / ١٦٤ ، (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ـ ٤٢ / ٢٣ ، (وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) ـ ٥٧ / ٢٠ ، (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) ـ ١٢ / ٧ ، (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) ـ ٣٣ / ٢١.
وقول على عليهالسلام : فى كل نفس موت ، وفى كل وقت فوت ، وفى الدنيا رغبة الاشقياء وفى الآخرة رغبة السعداء.
الرابع : ان يكون الظرف والمظروف كلاهما معنويين ، واتيان الكلام بهذا الاسلوب لما قلنا فى القسم الثالث ، نحو قول على عليهالسلام : فى اخلاص الاعمال تنافس اولى النهى والالباب ، فى العدل الاقتداء بسنة الله وثبات الدول ، فى الصبر الظفر ، وقد يعتبر الزمان فى الظرف المعنوى من هذا القسم ، نحو قول على عليهالسلام : فى الشدة يختبر الصديق ، وفى الضيق يتبين حسن مواساة الرفيق ، فى الضيق والشدة يظهر حسن المودة ، اى فى زمان الشدة والضيق ، وفى الموت غبطة او ندامة ، اى فى زمن الموت يحصل الغبطة او الندامة ، فى الرخاء تكون فضيلة الشكر وفى البلاء تحاز فصيلة الصبر.
الخامس : ان يكون الظرف علة لشئ ، واتيان الكلام بهذا الاسلوب تنزيلا للعلة منزلة الظرف لجامع الصيانة ، فان العلة تصون معلولها كما ان الظرف يصون مظروفه ، او بجامع الخروج والظهور فان العلة وعاء يخرج منه المعلول كخروج المظروف من الظرف نحو قوله تعالى : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) ـ ٤٧ / ٣٠ ، (فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي