٣ ـ : التعليل ، نحو قوله تعالى : (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ) ـ ٩ / ١١٤ ، اى الا لوعده اياه ، اقول : فى الآية تضمين ، اى ما لزمه الاستغفار لابيه الا عن وعد بينهما ، وهذا من القسم الرابع.
٤ ـ : معنى بعد ، نحو قوله تعالى : (قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) ـ ٢٣ / ٤٠ ، اى بعد زمن قليل ، اقول : عما قليل حال لفاعل يصبحن ، اى ليصبحن نادمين متجاوزين عن زمن قليل ، وقوله تعالى : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) ـ ٤ / ٤٦ ، اى بعد مواصغه ، بدليل قوله تعالى فى آية اخرى : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ) ـ ٥ / ٤١ ، اقول : مواضعه فى الآيتين اسم مكان ، والتحريف يستلزم عن وبعد وفى ، وتقدير الآية الاولى : ويحرفون الكلم عن مواضعه بعد وضع الله اياه فيها ، وتقدير الآية الثانية : يحرفون الكلم عن مواضعه من بعد وضع الله اياه فى مواضعه.
٥ ـ : الظرفية ، كقول الشاعر.
وآس سراة الحىّ حيث لقيتهم |
|
٦٦٨ ولا تك عن حمل الرباعة وانيا |
٦ ـ : معنى من ، نحو قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) ـ ٤٢ / ٢٥ ، (أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا) ـ ٤٦ / ١٦ ، بدليل قوله تعالى : (رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا) ٢ / ١٢٧ ، (فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ) ـ ٥ / ٢٧ ، اقول : هذا من القسم الرابع ، وقد نبهنا على صحة كل من الحرفين ، ولا يخفى ان الحرفين ليسا متعلقين بمادة القبول فى هذه الآيات ، بل بمحذوف ، والتقدير : يقبل ما صدر عن عبده او من عبده من التوبة والاعمال.
٧ ـ : معنى الباء ، نحو قوله تعالى : (ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) ـ ٥٣ / ٣ ، اى بالهوى ، قال ابن هشام هنا : والظاهران المعنى وما يصدر قوله عن الهوى ، اقول : ان وراء الظاهر الواقع ، تفطن للتجاوز الصدورى ، ومر ذكره.
٨ ـ : الاستعانة ، نحو قولهم : رميت عن القوس ، بدليل قولهم : رميت بالقوس ، وحكى عنهم : رميت على القوس ، اقول : هذا من باب اجتماع المعانى فيصح الاتيان