٢ ـ : لا يضاف اذا هذه الى الجملة التالية ، وان كان تركيب الكلام شبيها بالاضافة ، وانما ذكرناها هنا لمكان الشباهة لانها حينئذ تؤول بالمصدر فيفوت معنى المفاجاة بالتاويل ، كما تقول : فالقاها زمان سعى الحية ، مع ان الفاء مانعة من تعلق اذا بما قبلها ، لانها عاطفة ، ولا معنى لعطف المتعلق على المتعلق فيبقى ما بعدها مفردا بلا تعلق واسناد ، كما تقول : فالقاها فزمان سعى الحية.
٣ ـ : قال ابن هشام فى حرف الفاء من المغنى : الفاء فى نحو خرجت فاذا الاسد زائدة لازمة عند الفارسى والمازنى وجماعة ، وعاطفة عند مبرمان وابى الفتح ، وللسبببة المحضة كفاء الجواب عند ابى اسحاق.
اقول : هى عاطفة ، ولا امتناع فى تعاطف الاسمية والفعلية ، والسببية منتفية فى كثير من الموارد كالمثال المذكور فى كلام ابن هشام وبعض الآيات المذكورة.
٤ ـ : عامل اذا هذه هو الحدث المذكور فى الجملة التالية ، لا الجملة السابقة ، وان كان فى المعنى ظرفا له ايضا ، وهذه على عكس اذ ، لمكان الفاء العاطفة فان لها الصدر.
٥ ـ : الحق ان اذا هذه ظرف زمان لا حرف ولا ظرف مكان كما نقل ابن هشام عن الاخفش والمبرد ، وعاملها ما قلنا ، لا معنى المفاجاة كما نقل عن الزمخشرى ، لان المعنى يعمل فى اللفظ عند امتناع عامل لفظى كما يعمل معنى الابتداء فى المبتدا ، والعامل اللفظى هنا موجود بلا ريب.
٦ ـ : ان اذا الداخلة على الجزاء فى نحو قوله تعالى : (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا) ـ ١٠ / ٢١ ، فجائية عند بعضهم وليس عليها الفاء ، وقد سمعت مذهب الفارسى والمازنى وجماعة فى الامر الثالث انها زائدة لازمة ، واللزوم مسلم عند غيرهم ايضا ، انما الخلاف فى الزيادة وعدمها اقول : ومع ذلك ليس فيها معنى المفاجاة لان مكرهم لم يقع دفعة وبغتة بعد اذاقة الرحمة من بعد ضراء ، فالحق ان يقال : انها نائبة عن الفاء الجزائية جئ بها