جاء فى الآثار انه لم يسم بهما قبلهما احد ، وكانا يستعملان عند العرب وصفين ، ونقل بعضهم : حسين على وزن شريف علما لرجل من العرب.
ثم ان الارتجال ياتى فى غير العلم من اسماء الاجناس لان الارتجال مقدم على النقل ، والبشر اول ما واجه الاشياء اخترع لها الفاظا وسماها بها اجناسها ، ثم جرى النقل فيها.
والعلم المنقول : هو ما وضع لجنس ثم يسمى به شخص ، نحو طلحة ، فانها اسم الشجرة الكبيرة ، ثم سمى بها رجل ، وجعفر اسم للنهر ، فسمى به رجل ، وجابر ومحمود واحمد وباقر وعباس وغيرها من المشتقات ، فانها وضعت لمعان كلية ذات افراد كثيرة ، ثم سمى بها اشخاص ، ويمكن الانعكاس بان يوضع ما هو علم اولا لجنس.
ويعتبر فى النقل اختلاف المنقول منه والمنقول اليه بالشخصية والجنسية كما قلنا ، فان سمى شخص بحامد مثلا ثم سمى شخص آخر به ، او وضع لفظ العين مثلا للباصرة ثم وضع للجارية فليس ذلك من النقل ، بل هو اشتراك فى الاسم ، سواء اهجر المعنى الاول فى الاستعمال ام لم يهجر.
والعلم بالغلبة : هو ما يطلق على الشخص باعتبار انه احد الافراد ، ثم اشتهر به لكثرة الاستعمال بحيث لا يخطر بالبال سواه اذا اطلق كالمدينة ، فان اسمها كان يثرب ، فلما هاجر اليها رسول الله صلىاللهعليهوآله قال المسلمون : مدينة النبى انتسابا وتشريفا مع ان مكة ايضا مدينته ، ثم صارت علما لها لكثرة الاستعمال ، فحذفوا الانتساب والاضافة وقالوا : المدينة ، وكواسط ، فانه بلد بين البصرة والكوفة ، منه الى كل منهما خمسون فرسخا ، فاول ما بنى بانيها قيل له واسط وصفا لتوسطه بينهما ، ثم صار له علما ، وابن عباس ، كان يقال لعبد الله اولا باعتبار انه واحد من ولد العباس ، ثم اشتهر به بحيث اذا اطلق انصرف الذهن اليه دون غيره من ولده ، وكذا ابن عمر ينصرف الى عبد الله بن عمر لما ذكرنا ، والمصحف للقرآن ، وامام النحاة كان ينصرف عند البصرية الى سيبويه وعند الكوفية الى الكسائى ، وغير ذلك.
ومنها اعلام القبائل فانها كانت اسماء اصولها ، ثم حذف المضافات ، وصارت