رايت بنى غبراء لا ينكروننى |
|
٨٢٥ ولا اهل هذاك الطراف الممدّد |
وتلحق اللام باسم الاشارة مع حرف الخطاب لا بدونه ، نحو ذلك ، ذلكما ، ذلكم ، ذلكن ، تلك ، تلكما ، تلكم وغيرها ، وهذه اللام ساكنة ، فلذا حذف الياء من تلك واخواتها لالتقاء الساكنين ، اذ كان فى الاصل تيلك ، واما فى ذلك وفروعه وهنالك فكسرت لاجل الالف اذ كرهوا حذفها فى القراءة ، كل ذلك لرعاية السلاسة فى الكلام ، وهذه اللام تمتنع مع مثنى اسم الاشارة وفيما عليه ها التنبيه ، وفى اولاء ممدودا ومقصورا ، ومجيئها فى هذا البيت نادر
اوليلك قومى لم يكونوا اشابة |
|
٨٢٦ وهل يعظ الضلّيل الّا اوليلكا |
والاصل فى اسم الاشارة كالضمير ان يطابق المشار اليه ، وقد وقع التخلف عن هذا الاصل كثيرا ، كقوله تعالى : (لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) ـ ٢ / ٦٨ ، اى بين الفارض والبكر ، وقوله تعالى : (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ) ـ ٢٨ / ٣٢ ، ذانك بصيغة التذكير اشارة الى اليد البيضاء وعصى موسى وانهما مؤنثان ، وكقول الشاعر :
ولقد سئمت من الحياة وطولها |
|
٨٢٧ وسؤال هذا الناس كيف لبيد |
ثم ان القوم قالوا : ان اسم الاشارة بدون اللام وحرف الخطاب للمشار اليه القريب ، ومع حرف الخطاب وحده للمتوسط ومع اللام وحرف الخطاب للبعيد ، فجعلوا اللام حرفا مفيدا للبعد ، وثمّ للمكان البعيد وبعضهم كابن مالك فى الالفيه اسقط المتوسط وقال : ان كان مع حرف الخطاب فللبعيد سواء اكان مع اللام ام بدونه ، والمجرد عنهما للقريب.
اقول : ان الذى قالوا انما هو فيما كان المشير والمشار اليه والمشار به والمشار له من المحسوسات ، واما فى الاشارة المعنوية لا سيما فيما كان المشير او المشار اليه هو الله تعالى فلا معنى لذلك ، على ان الذى قالوا قذ تخلف فى المحسوسات كثيرا فانظر ما ذا ترى.