بالافراد ان اريد ان كلا منهما شجاع ، بل يقال اسدان ، ويقال زيد وعمرو انسان ان اريد من الانسان النوع لا الشخص ، وهذا دليل على ان انسان ليس فيه ضمير ، وان اسد فيه ضمير ، لان مناط تثنية الفعل والوصف وجمعهما اشتمال الضمير ، ومن هذا القبيل المنسوب فانه يتحمل الضمير ويرفع الظاهر ، نحو هذا عربى وعربى لسانه.
٣ ـ المشتق الذى هو وصف صريح كاسم الفاعل والمفعول وغيرهما من الاسماء العاملة عمل الفعل ، وياتى ذكرها فى المبحث الثانى والعشرين ، فانه كالفعل يتحمل الضمير ويعمل عمل فعله.
٤ ـ غير الصريح من الوصف وهو اسم الآلة واسم الزمان واسم المكان ، فانه كالجامد لا يتحمل ضميرا ولا يعمل عملا وان كان مشتقا ، اذ لا يراد منه نسبة حدث الى ذات ، بل يراد به الذات التى هى آلة او مكان او زمان لحدث والعمل انما هو باعتبار نسبة الحدث الى ما صدر عنه من الفاعل او ما تعلق به من المفاعيل ، فان فى قولك : مقتل لا ينسب القتل الى المكان لا صدورا منه ولا وقوعا عليه ، بخلاف قولك : قاتل ، فانه ذات نسب اليها القتل صدورا ، ومقتول ، فانه ذات نسب اليها القتل وقوعا عليه.
فاسماء الزمان والمكان والآلة المشتقة كاسماء الزمان والمكان والالة الجامدة ، فقولك : سكين وآلة القطع ومقطع ثلاثتها على حد واحد ، ومن اجل ذلك ان الفعل اذا لم يرد منه النسبة صار اسما جامدا كما تقول : ضرب فعل ماض.
ان قلت : اليس الحدث منسوبا الى اسم الزمان والمكان باعتبار وقوعه فيه ، والى اسم الآلة باعتبار وقوعه به؟ قلت : بلى ، وبهذا الاعتبار يعمل كل منها فى الظرف والجار والمجرور ، ومرادنا من نفى عمله نفيه فى الفاعل والمفعول ، وعبارة النحاة هنا ان اسم الزمان والمكان والآلة يتعلق به شبه الجملة لان فيه رائحة الفعل ، ولكن لا يعمل عمل الفعل كالاوصاف الصريحة.
ومن هذا القسم اوصاف هجر عنها معنى الوصفية وصارت كالاسماء الجامدة