مؤنثه فعلانة منصرف ، فانه كناية عن كل صفة على هذا الوزن ، وكما يقال : فاعل ومفعول اذا كانا مع ال يعملان مطلقا ، فانه كناية عن كل وصف يكون على احد الوزنين ، وكما يقال : افعل اسما بفتح الهمزة اما اسم تفضيل او صفة مشبهة ، افعل بكسر الهمزة امر ، كل ذلك كناية عن الموزونات التى تكون على هذه الاوزان ، وهو فى تاويل هذا الوزن ، فان رجعت اليه ضميرا فمذكر البتة ، فان قولك : افعل لا ينصرف اى هذا الوزن لا ينصرف ، فانك حكيت به جميع الموزونات المستعملة.
وانما يكون هذه الكلمات كنايات ، اذ لم يرد من افعل مثلا فى قولنا : افعل امر معناه الامرى بل اريد منه هذا الوزن ، ولا يتبين هذا المعنى المراد الا ان ينضم اليه خبره ويقال : امر ، والا يحسب المخاطب ان المتكلم يامره بالفعل ، وقد قلنا فى صدر الباب ان الكناية هى الكلمة التى لا يتبين معناها الا بغيرها.
ولا يخفى ان هذا وكذا الوجه الثانى من محدثات علماء النحو ليسلك نظام التعليم والتعلم ، وليس منه فى كلام العرب شىء ، ولا حاجة اليه فى المحاورات العرفية ، وهذه الكنايات اعلام عندهم اى اللفظ الوزنى علم لنوع موزونه ، ويعامل معاملة المعرفة ، فيقع مبتدا كما يقال : افعل يدل على الوجوب ، ويوصف بالمعرفة كما يقال : فعل الثلاثى بالضم مضارعه بالضم فقط.
وقد يؤتى فى نظام التعليم بالوزن ، ولا يراد به الموزون ، بل المراد نفس الوزن ، كما يقال : اصبع افعل ، اى هذه الكلمة على هذا الوزن ، ونحو يدفع ، ابن افع ، ثؤلول فعلول ، احمر افعل ، ونظائرها ، وهذا اللفظ ايضا كناية اذ لم يرد معناه ، وعلم لنوعه ، والفرق بينه وبين الاول ، انه علم لذلك الوزن على اى مادة كان ، وهذا علم لهذا الوزن مع هذه المادة ، فان احمر فى المثال الاخير مثلا لا يتعدى الحكاية عن هذا الوزن وهذه المادة ، واما افعل فى قولك : افعل امر يحكى هذا الوزن مع اى مادة كان.
الوجه الثانى : الكلمات المكنى بها عن انفسها ، اى انواعها ، كما يقال : ضرب