وياتى حكمه فى الاعراب والبناء فى باب الحكاية ، ولان هذه الكتابة اسم وان كانت فى الاصل فعلا او حرفا يصح اليه النسبة كما فى اصطلاح اهل المنطق من قولهم : البرهان الانّىّ والبرهان اللّمّىّ ، اى البرهان المنسوب الى انّ الدالة على الاثبات والمنسوب الى لم الدالة على التعليل ، وكقول الشاعر.
وما انا كنتىّ وما انا عاجن |
|
٩٢١ وشرّ الرجال الكنتنىّ وعاجن |
الوجه الثالث : اللغز ، وهو كلمة عمّى المتكلم بها مراده على السامع ، ويقال له المعمّى ، اى المعمى به لان المعمى هو مراد المتكلم ، واصل اللغز الطريق الملتوى الذى خفى مخرجه ، وفى الحديث : الزم الجادة واياك والالغاز ، ويقال لجحر اليربوع ونحوه من الضب والفار : اللغز لالتواء طريقه فيه ، ويقال : الغز كلامه والغز فى كلامه ، اى عمى مراده ولم يبينه كقول الشاعر :
ولمّا رايت النسر عزّ ابن داية |
|
٩٢٢ وعشّش فى وكريه جاشت له نفسى |
اراد بالنسر الشيب وهو طائر شبيه بالعقاب واراد بابن داية الشباب وهو الغراب ، فالغز فى كلمتين وعمى مراده على السامع ، واطلاق الكناية على اللغز باعتبار ما قلنا انها الكلمة التى لا يتبين معناها الا بغيرها واللغز يقع فى كل شىء ، ومما وقع فى القلم ما فى هذه الابيات.
وما غلام راكع ساجد |
|
٩٢٣ اخو نحول دمعه جارى |
ملازم الخمس لاوقاتها |
|
٩٢٤ منقطع فى خدمة البارى |
وقاضى قضاة يفصل الحقّ ساكتا |
|
٩٢٥ وبالحقّ يقضى لا يبوح فينطق |
قضى بلسان لا يميل وان يمل |
|
٩٢٦ على احد الخصمين فهو مصدّق |
وفى هذا الفن صنف كتب منها كتاب الالغاز لعز الدين حمزة بن احمد الدمشقى الشافعى المتوفى سنة اربع وسبعين وثمانمائة ، ومنها الذخائر الاشرفية فى الالغاز الحنفية ، كلها الغاز فقهية للقاضى عبد البر ابن الشحنة الحلبى.
ومن الالغاز كلمة راعنا فى القرآن التى يقولها المسلمون لرسول الله صلّى الله