مع العلمية ، قال السيرافى لا شك ان اصلها اعجمية لانها كان يقع عليها تعليم الخط بالسريانية.
وفى الحديث فى توحيد الصدوق عن الباقر عليهالسلام : قال : لما ولد عيسى بن مريم عليهماالسلام كان ابن يوم كانه ابن شهرين ، فلما كان ابن سبعة اشهر اخذت والدته بيده وجاءت به الى الكتّاب واقعدته بين يدى المؤدب فقال له المودب : قل بسم الله الرحمان الرحيم فقال عيسى عليهالسلام : بسم الله الرحمان الرحيم ، فقال له المودب قل : ابجد ، فرفع عيسى عليهالسلام راسه فقال : هل تدرى ما ابجد؟ فعلاه بالدرة ليضربه ، فقال : يا مودب لا تضربنى ان كنت تدرى والا فاسالنى حتى افسر لك قال : فسره لى.
فقال عيسى عليهالسلام : الالف آلاء الله ، والباء بهجة الله ، والجيم جمال الله ، والدال دين الله.
هوز : الهاء هول جهنم ، والواو ويل لاهل النار ، والزاء زفير جهنم.
حطى : حطت الخطايا عن المستغفرين ، كلمن : كلام الله لا مبدل لكلماته ، سعفص : صاع بصاع والجزاء بالجزاء ، قرشت : قرشهم فحشرهم ، فقال المودب : ايتها المراة خذى بيد ابنك فقد علم ، ولا حاجة له فى المودب ، وهذا الحديث دليل على قول السيرافى.
الوجه الثانى ان تجعلها فى تركيب الكلام : نحو قولك : الباء تحتها نقطة ، الحاء مخرجها الحلق ، الزاء من الحروف المجهورة ، الالف الاصلية منقلبة عن الواو او الياء ، كتبت باء حسنة ، وهذه الحروف بهذا الوجه ايضا نكرات بدليل دخول ال عليها لتعريفها ووصفها بالنكرة ، وليست اعلاما ، بل كل منها اسم جنس لافراده الكثيرة ، ومعربات لا تجوز حكايتها بحالها كما فى الوجه الاول ، والهمزة فى آخر نحو الزاء والحاء واجبة لانه خرج عن التعديد والتهجى.