وضعت لمعان كالاسماء والافعال ، والمراد بالمواضع المعانى.
ويقال لها حروف ابجد ، لانها جمعت فى القديم فى هذه الكلمات لتعليم الصبيان فى المكاتب : ابجد ، هوّز ، حطّى ، كلمن ، سعفص ، قرشت ، ثخّذ ، ضظغ ، وهى حروف الهجاء ، ولكن ترتيبها على خلاف ترتيبها ، والهمزة غير الالف ، وياتى ذكر الفروق بينهما فى خاتمة الكتاب ، وهذه الحروف تسعة وعشرون ، ولكنهما تعدان حرفا واحدا فى حساب ابجد ، فهى على ذلك ثمانية وعشرون ، ويحكى عن كل من هذه الحروف بوجهين.
الوجه الاول : ان تريد تعديدها متهجية متقطعة ، فتقول : آ ، با ، تا ، ثا ، جيم ، حا ، خا ، دال ، ذال ، را ، زا ، الخ ، الا الالف فانها لا تتهجى ، وهذه حاكيات عن جواهر الحروف ، نكرات مبنيات على السكون لان اصولها اى المحكى عنها الواقعة فى تركيب الكلام نكرات مبنيات ، وليست هى الا تلك الجواهر ، وزيادة الحروف عليها لتسهيل التلفظ بها.
والزيادة فى با ، تا ، ثا ، حا ، خا ، را ، زا ، طا ، ظا ، فا ، ها ، يا هى الالف فقط بدون الهمزة بعدها ، كما ان قراءة الحروف المقطعة فى اوائل سور القرآن كذلك ، نحوها ، يا ، را ، طا ، ها ، حا فى اوائل عدة من السور ، وانما يلحق بها الهمزة اذا جعلت اسماء كما نذكر فى الوجه الثانى.
وحال هذه الكلمات فى البناء والتنكير كحال اسماء الاعداد عند التعديد ، كما تقول : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، اربعة ، خمسة الخ فانها ايضا نكرات مبنيات على السكون ، لان الاعراب انما يعرض على الكلمة عند اجتماعها مع عاملها فى تركيب الكلام ، فواحد واثنان وغيرهما اذا وقعت فى تركيب الكلام يلحقها الاعراب.
وكذا الحال فى ابجد واخواتها ، فانها مبنيات عند التعديد بقولك : ابجد ، هوز ، حطى الخ ، ولكنها اعلام اذ وضع كل منها عند ارباب المكاتب لعدة حروف مجتمعة ، واذا وقعت فى التركيب اعرب اعراب غير المنصرف لانها اعجمية فلها العجمة