ثمانية ، وقيل : عشرة ، وقيل احد عشر ، وقيل : ثلاثة عشر ، ذكر هذه الاقوال فى شرح الصمدية ، ونحن قلنا عشرة كما مر بيانه ، فجعلنا التانيث سببا والالف سببا آخر ، فتلك عشرة كاملة.
الثالث : غير المنصرف اذا اضيف او دخل عليه ال صار منصرفا ، اى يجرى عليه الكسرة ، واما التنوين فلا يجتمع معهما ، وذلك لان الخفة المرادة من منع الصرف حاصلة مع الاضافة ودخول ال ، ولكن قد ينصرف غير المنصرف بدونهما لاحد امرين.
احدهما رعاية توافق اواخر الآيات التى سميت بالفواصل ، نحو قوله تعالى : (كانَتْ قَوارِيرَا) ـ ٧٦ / ١٥ ، لان اواخر الآيات فى سورة الدهر منونة موقوفة على الالف ، فقرئ قواريرا كذلك رعاية للتوافق مع انه غير منصرف ، او لتناسب ما معه من الاسماء ، نحو قوله تعالى : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً) ـ ٧٦ / ٤ ، فصرف سلاسلا لتناسب اغلالا ، كما قرئ قواريرا من فضة بالتنوين لتناسب قوارير الاول المقروء بالتنوين ، كما وقع فى قراءة غير مشهورة يغوثا ويعوقا ـ ٧١ / ٢٣ ، بالتنوين لتناسب سواعا ونسرا مع ان فيهما العلمية والعجمة ووزن الفعل.
ثم ان هذه قراءة بعض القراء ، وقرا بعضهم سلاسل وقوارير الاول والثانى غير منصرفة على القاعدة ، وقرا بعضهم سلاسلا وقواريرا الاول بالف الاطلاق بلا تنوين كما هو فى المصحف المتداول بايدى الناس ، والف الاطلاق ايضا يؤتى بها لرعاية التوافق كما فى قوله تعالى : (يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) ـ (وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) ـ ٣٣ / ٦٦ ـ ٦٧ ، (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) ـ ٣٣ / ١٠ ، وكلها فى سورة الاحزاب المختومة آياتها بالتنوين الموقوفة على الالف ثم ان رعاية توافق الفواصل لا تختص بهذا ، بل شوهدت فى غيره نحو قوله تعالى : (وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) ـ ٨٩ / ١ ـ ٣ ، حذف الياء من يسرى لرعاية توافق ما قبله.
ثانيهما : ضرورة الشعر كما فى هذه الابيات.