تعالى : (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) ـ ٢ / ١٧٧ ، فان الصابرين كالموفون عطف على خبر لكن فى صدر الآية ، قطع عن الرفع الى النصب ، اى امدح الصابرين ، وقوله تعالى : (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) الخ ـ ٤ / ١٦٢ ، والقطع فى المقيمين.
ويكون من المنصوب الى المرفوع كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ـ ٥ / ٦٩ ، وقع القطع فى الصابئون ، والنصارى يحتمل ذلك ، ومن آمن بالله بدل عن اسم ان ، وفلا خوف الخ خبر له او جزاء ، ويمكن ان يكون من آمن بالله الخ خبر ان بتقدير منهم ، ونظير هذه الآية فى البقرة والحج ، والقراءة فيهما بنصب الصابئين.
ويكون من المجرور الى المرفوع او المنصوب ، كقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ـ ١ / ١ ـ ٣ ، روى عن زيد بن على نصب رب العالمين وعن الاعمش نصب مالك ، ومنه قول الشاعر.
وياوى الى نسوة عطّل |
|
١٠٠٦ وشعثامرا ضيع مثل السعالى |
ولا يكون القطع الى المجرور من غيره ، لان داعى القطع هو المدح او الذم ، وذلك بتقدير الفعل من امدح او اذم وما ضارعهما ، او جعل الكلمة جملة اسمية لحصول التاكيد والعناية ، وذلك بتقدير المبتدا او الخبر حسب ما اقتضاه الكلام ، والجر بتقدير حرفه لا يحصل فيه ذلك ، مع ان تقدير حرف الجر فى غير ان وانّ سماعى لا قياس فيه كما مر بيانه فى المبحث العشرين من المقصد الاول ، والقطع يجرى على البدل وعطف البيان ايضا.
الثانى تخلفه فى التعريف والتنكير ، كقوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ) ـ ١٠٤ / ١ ـ ٢ ، قيل : الذى بدل لا نعت ، ومثله قوله تعالى : (قالُوا هذَا