انك غنى ملى ، ومن هذا القبيل ما يسمونه تابعا واتباعا من غير اسم خاص ، وهو لفظ مهمل يؤتى بعد لفظ موازن له بتبديل حرفه الاول ، نحو اللص شيطان بيطان ، ابنى حسن بسن ، فى بلدنا عفريت نفريت ، وقد يعطف بالواو ، نحو هذه المراة حظيت وبظيت ، اقبل الحاج والداج ، وفائدته تاكيد الكلام او تعميمه بتكثير اللفظ وان كان مهملا.
وهذا نظير ما يعمل فى الفارسية لقصد التعميم بتبديل الحرف الاول ميما او باء ان كان اللفظ الاصلى مبدؤا بالميم ، نحو بشر مشر ، بچه مچه ، پلو ملو ، مريد بريد ، واحتمل بعض الادباء ان يكون الميم مخفف ما النافية ، فقولك مثلا : بشر مشر اصله بشر وما بشر ، اى كل بشر وغير بشر ، فخفف بحذف الواو والالف والباء ، وهذا بعيد.
وقد يكون هذا التابع فى العربية لفظا مستعملا فى معنى ، ولكن المتكلم لا يريده ، بل اتى به لقصد التاكيد ، وان اراده فليس من هذا الباب ، نحو انت خبيث نبيث ، ونبيث يستعمل بمعنى المخرج من قولهم : نبثت البئر انبثها اى اخرجت نبيثتها وهى ترابها ، ونحو عطشان نطشان ، ونطشان بمعنى المتحرك.
وقد يكون التبديل فى غير الحرف الاول ، نحو اسوان اتوان ، فاسوان بمعنى الخرين واتوان بمعنى الآتى على لغة هذيل فانهم يقولون اتا ياتو بالواو مكان اتى ياتى بالياء ، كقول شاعرهم.
يا قوم ما بال ابى ذؤيب |
|
١٠٣٣ كنت اذا اتوته من غيب |
يشمّ عطفى ويمسّ ثوبى |
|
١٠٣٤ كانّنى آربته بريب |
ومن هذا الباب ما يؤكد بما يشتق منه لقصد افادة الكمال ، نحو ارض اريضة ، ليل اليل ، شر شرير ، امر آمر ، صبر صابر ، اى ارض لها كل خير يتوقع من الارض من جوده النبات والماء وغيرهما ، وكذا الامثلة الاخر ، قال الشاعر.
بلاد عريضة وارض اريض |
|
١٠٣٥ مدافع غيث فضاء عريض |
وفى دعاء الصباح لعلى عليهالسلام : صل اللهم على الدليل اليك فى الليل الاليل ، اى فى الجاهلية التى كانت فى نهاية الظلمة المعنوية ، ولو قلنا ان هذا القسم