٦ / ١٤٩ ، وقد يجاء به بعد كل لزيادة التوكيد ، نحو قوله تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) ـ ١٥ / ٣٠ ، وليس فى القرآن منه غير هذه الصيغة ، ورابطه الى متبوعه ضمير مستتر فيه ، ويستعمل مفرده مكان الجمع مضافا الى ضمير المتبوع مع الباء ، نحو جاء القوم باجمعهم.
قال ابن هشام فى النوع الخامس عشر من الجهة السادسة من خامس المغنى : اجمع وما يتصرف منه فى باب التوكيد يجب تجريده من ضمير المؤكد ، واما قولهم : جاء القوم باجمعهم فهو بضم الميم لا بفتحها ، وهو جمع لقولك جمع على حد قولهم : فلس وافلس ، والمعنى جاؤوا بجماعتهم ، ولو كان توكيدا لكانت الباء فيه زائدة مثلها فى قوله :
هذا وجدّكم الصّغار بعينه |
|
١٠٤٩ لا امّ لى ان كان ذاك ولا اب |
فكان يصح اسقاطها ، انته ما ذكر ابن هشام ، ولكن فى الصحاح كما نقل الزبيدى : يقال جاؤوا باجمعهم وتضم الميم كاكلب جمع كلب ، اى كلهم ، قال ابن برى : وشاهد الاخير قول ابى دهبل ، وهذا الكلام ظاهر فى جواز الوجهين.
فليت كوانينا من اهلى واهلها |
|
١٠٥٠ باجمعهم فى لجّة البحر لجّجوا |
ثم ان هذه الصيغ لا تكون الا توكيدا تابعا لما قبلها ، ولا يخبر عنها وبها ولا تكون فاعلات ولا مفعولات بخلاف كل ، نعم يجوز ان تنصب على الحالية ، وبالوجهين روى الحديث : فصلوا جلوسا اجمعين واجمعون ، وان شوهد فى غير التوكيد فهو اسم تفضيل كقول على عليهالسلام فى كتابه الى مالك الاشتر : وليكن احب الامور اليك اوسطها فى الحق واعمها فى العدل واجمعها لرضا الرعية.
ثم : ان هذه الصيغ لها اتباع وروادف ، وهى اكتع وابصع وابتع وما يتصرف منها من المؤنث والجمع ، وهى كلها لزيادة التاكيد وان كانت لموادها معان اخرى ، جاء فى الحديث : لتدخلن الجنة اجمعون اكتعون الامن شرد على الله ، اى استعصى على الله وذهب على وجهه ، ولا تستعمل فى التاكيد الا بعد اجمع وكذا فروعه ، الا قليلا كما فى هذا البيت.