ويخالفه فى القيود او المفهوم.
مثال الاول قوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) ـ ١٠٦ / ١ ـ ٢ ، (وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) ٧٦ / ١٥ ـ ١٦ ، (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) ـ ٩٦ / ١٥ ـ ١٦.
مثال الثانى قوله تعالى : (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) ـ ٧٥ / ٣٩ ، إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَأَعْناباً ـ ٧٨ / ٣١ ـ ٣٢ ، (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ـ ١٤ / ١ ـ ٢ ، (قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) ـ ٦ / ١٦١ ، ملة ابراهيم بدل عن دينا قيما ، ودينا منصوب بهدانى المقدر بدليل المذكور اولا ، وليس بدلا عن صراط مستقيم لاختلافهما فى الاعراب ،(نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ) ـ ٢ / ١٣٣ ، (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ) ـ ٧٣ / ٢ ، (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ) ـ ٨٥ / ١٧ ـ ١٨.
ومن هذا القسم ما يسمى بدل التفصيل ، نحو قول على عليهالسلام : وليس للعاقل ان يكون شاخصا الا فى ثلاث مرمة لمعاش او خطوة فى معاد او لذة فى غير محرم ، وقوله عليهالسلام : قوام الدين والدنيا باربعة عالم مستعمل علمه وجاهل لا يستنكف ان يتعلم وغنى لا يبخل بمعروفه وفقير لا يبيع آخرته بدنياه ، فاذا ضيع العالم علمه استنكف الجاهل ان يتعلم واذا بخل الغنى بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه ، وكقول الشاعر.
وكنت كذى رجلين رجل صحيحة |
|
١٠٦٣ ورجل رمى فيها الزمان فشلّت |
ومن هذا التفصيل ما يصدر بالفاء العاطفة كقول على عليهالسلام : الناس ثلاثة فعالم ربانى ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤوا بنور العلم ولم يلجأوا الى ركن وثيق ، وليس هذا من باب البدل ، بل ما بعد الفاء خبر لمبتدا محذوف ، اى فهم عالم ربانى الخ ، والفاء للعطف التفصيلى ، واعلم ان كثيرا من موارد هذا القسم يصلح ان يكون عطف بيان ، فلذا ترى فى التفسير وغيره حكمهم على تابع واحد بانه بدل او عطف بيان ، وسياتى ذكر الفروق بينهما.