محل المعطوف عليه ، ونصبه كما هو قراءة بعضهم باعتبار لفظه ، وياتى بيان ذلك فى المبحث الحادى عشر.
وقيل من ذلك قوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) ـ ١٢ / ٩٠ ، على قراءة قنبل باثبات ياء يتقى وجزم يصبر ، قال الفارسى : ان من موصولة وانما جزم يصبر على توهم من الشرطية.
واما المنصوب اسما فنحو قام القوم غير زيد وعمرا بتوهم ان زيد منصوب لان غير زيد بمنزلة الا زيدا.
وقيل : من ذلك قوله تعالى وهو شبه المنصوب : (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) ـ ١١ / ٧١ ، قرئ يعقوب بالرفع على ان يكون مبتدا مؤخرا ومن وراء اسحاق خبرا مقدما فالجملة مستانفة ، وقرئ بالفتحة عليه ، فقيل ذلك لمجاورة اسحاق مع ان حقه الرفع لانه مبتدا وقيل عطف على اسحاق الاول ، والتقدير : فبشرناها باسحاق ويعقوب من بعد اسحاق ، وهذا هو الحق لانها بشرت بهما.
واما المنصوب فعلا فكقراءة بعضهم فى قوله تعالى : ودوا لو تدهن فيدهنوا ـ ٦٨ / ٩ ، قرئ فيد هنوا منصوبا على معنى ان تدهن ، اى على توهم ذلك ، وقوله تعالى : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى) ـ ٤٠ / ٣٧ ، قرئ فاطلع منصوبا على معنى ان ابلغ ، وفيه ان النصب لوقوعه بعد الترجى ، وياتى بيانه فى المبحث الحادى عشر.
واما المرفوع فقال ابن هشام فى رابع المغنى فى اقسام العطف : قال سيبويه : واعلم ان ناسا من العرب يغلطون فيقولون انهم اجمعون ذاهبون وانك وزيد ذاهبان ، وذلك على ان معناه معنى الابتداء فيرى انه قال هم كما قال :
بدا لى انّى لست مدرك ما مضى |
|
١١٠٤ ولا سابق شيئا اذا كان جائيا |
اى يغلطون فى رفع اجمعون وزيد على توهم انه قال هم وانت لا انهم وانك