بها وبام التعيين ، فالكلام انشاء.
واما الواقعة بعد همزة التسوية فهى عاطفة جملة على جملة مصدرة بالهمزة ، والجملتان فى تاويل المصدر ، وهما اما اسميتان او فعليتان او مختلفتان ، والمراد بالتسوية الحكم بتساوى النسبتين فى الجملتين فى الوجود والعدم.
مثاله قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) ـ ٢ / ٦ ، وسواء مصدر يستعمل مكان اسم الفاعل للمذكر والمؤنث والمفرد وقسيميه ، وهو فى الآية خبر مقدم ، اى متساويان عليهم الانذار وعدمه ، والمراد ان الانذار لا يؤثر فى قلوبهم شيئا ، فهو يساوى عدم الانذار ، وقوله تعالى : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) ـ ٧ / ١٩٣ ، اى متساويان دعوتكم وعدمها.
والآيتان لا تدلان على جواز ترك الانذار والدعوة مطلقا ، بل فيمن يقطع بعدم التاثير كالذين قال لهم نبيهم : انى اخاف عليكم عذاب يوم عظيم فقالوا له : (سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) ـ ٢٦ / ١٣٦ ، فهما كالامر بالمعروف والنهى عن المنكر يجبان فيمن يحتمل التاثير فيه كما قال تعالى : (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى) ـ ٨٧ / ٩ ، فالوعظ والانذار والدعوة والتذكير والارشاد والامر بالمعروف والنهى عن المنكر انما تجب فيمن لم يقطع بعدم التاثير فيه ، واما مع القطع بعدمه فمباحة ان لم تستلزم فسادا والا فمحرمة.
وجاء هذا الاسلوب بنفس المصدر من دون ام وهمزة ، نحو قوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) ـ ٤٥ / ٢١ ، وسواء قرئ مرفوعا فهو خبر مقدم وما بعده مبتدا ، والجملة حال من الفريقين لان ضمير محياهم يرجع اليهم ، وقرئ منصوبا فهو حال وما بعده مرفوع به على الفاعلية.